احكام في الحياة الأسرية

ما هي كفارة الظهار؟

كفارة الظهار

أوجب الله -سبحانه- للظهار كفَّارةً لتكفير هذا الذّنب، وهي على الترتيب ثلاثة أمور، أوّلها إعتاق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهريْن متتابعين، فمَن لم يستطع يُطعم ستّين مسكيناً، وقد دلّ على ذلك العديد من النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومنها ما يأتي:

  • قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لخولة -رضي الله عنها- عندما اشتكت له من ظِهار زوجها لها: (… يُعتِقُ رقَبةً، قالَت: لا يَجِدُ، قالَ: فيَصومُ شَهْرينِ مُتَتابِعَينِ، قالَتْ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّهُ شيخٌ كبيرٌ ما بهِ مِن صيامٍ، قالَ: فَليُطعِمْ ستِّينَ مِسكينًا، قالَتْ: ما عندَهُ مِن شيءٍ يتَصدَّقُ بهِ، قالَت: فأُتِيَ ساعتَئذٍ بعَرَقٍ من تَمرٍ، قُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، فإنِّي أعينُهُ بِعَرَقٍ آخرَ، قالَ: قد أحسَنتِ، اذهَبي فأطعِمي بِها عنهُ ستِّينَ مسكينًا وارجِعي إلى ابنِ عمِّكِ).

حكم الظهار

حرّم الإسلام الظّهار، بل وعدّه الكثير من العلماء من كبائر الذنوب، ويدلّ على ذلك قول الله -تبارك وتعالى-: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)،إذْ وَصَفه الله -سبحانه- بالكذب والمنكر؛ تشنيعاً على مَن يفعله ويقول بأنّ زوجته كأمّه.

إقرأ أيضا:ما حكم زواج المتعة عند السنة؟

وهذا يدخل في عموم الأحكام الشرعية التي تحفظ حقّ الزّوجة، وتُحرّم امتناع الزوج عن زوجته أو الإخلال بأداء حقوقها المقرّرة في الشريعة الإسلامية، وقد جاء في الحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: (اتَّقوا اللَّهَ في النِّساءِ، فإنَّكم أخَذتُموهنَّ بأمانةِ اللَّهِ، واستحللتُمْ فروجَهُنَّ بِكَلمةِ اللَّهِ، …).

وإذا ظاهر الرجل من زوجته فيَحرم عليه أن يقربها ويُعاشرها قبل التحلّل بمقتضى الكفّارة خلال فترة الظّهار، فقد قال الله -سبحانه- في الآية السابقة عن الكفّارة: (… مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا…)، إذاً فهذا يعني أنّ ظهار الزوج من زوجته تترتّب عليه عدّة أمور، وهي:

  • وجوب التوبة من هذا الذّنب.
  • تحريم المعاشرة بين الزوجين إلا بعد القيام بمقتضى الكفّارة والتحلّل منها.
  • وجوب الكفّارة على الترتيب.

اقرأ ايضا : ما معنى القضاء والكفارة 

من الأحكام المتعلقة بالظهار

يتعلّق بالظّهار العديد من الأحكام، ومن أهمّها عدم جواز معاشرة الزوج لزوجته قبل التحلّل من ذنب الظهار بالكفّارة، ومَن فعل ذلك كان آثِماً وعاصياً، ولا تسقط عنه الكفّارة.

ويجدر بالذّكر أهمية اعتبار النيّة عند التّلفّظ بالظّهار، فقد يكون القصد بالظهار عند إطلاقه من الزوج اليمين، أو الطلاق، أو الظهار، والنية هي التي تحدّد المراد والحكم.

إقرأ أيضا:ما حكم زواج المسيار؟

فلو قال الرجل لزوجته: أنتِ عليّ كظهر أمّي إذا فعلتِ كذا؛ فإن قصد به الظهار حقاً حُرِّمت زوجته عليه، ووجب عليه إبراء ذمّته والتحلّل بالكفّارة حتى يرجع إليها، أمّا إن قصد بكلامه هذا الطلاق طُلِّقت زوجته، وإن قصد به اليمين فيجب عليه كفّارة اليمين، وإن كان الرجل متزوِّجاً بأكثر من امرأة وظاهر منهنّ بكلمةٍ واحدة وجب عليه كفارةً واحدة، فإن ظاهر من كلّ واحدةٍ منهنّ بكلماتٍ وجب عليه الكفّارة لكلّ واحدة.

السابق
حكم الإيلاء
التالي
ما هي شروط العقيقة؟