ليلة القدر
اختصّ الله تعالى سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم وأمتّه من بين جميع الأمم بنزول القرآن الكريم -كتاب الله العظيم- بليلةٍ مباركةٍ خيرٍ من ألف شهر؛ وهي ليلة القدر. فقال الله تعالى (إنا انزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر* تتنزل الملائكة والرّوح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتى مطلع الفجر).
سُمّيت ليلة القدر بهذا الاسم للقدر العظيم الذي جرى بها، ولِما قدّر بها؛ فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه)، وهناك الكثير من الفضل لليلة القدر؛ فهي الليلة التي يكتب بها الله الأرزاق لكلّ فردٍ من عباده والأجل، وتنزل الملائكة بها بالخير، وتنشر المغفرة والرّحمة بين المؤمنين. ليلة القدر ليلةٌ خاليةٌ من الشّر، ويحبب بها الطاعة، وبها الغفران من الذّنوب، واحتساب أجر القائم عند الله تعالى، وتأتي ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ فليلة القدر أهميةٌ كبيرةٌ لذلك سنقوم في هذا المقال بتناول أكثر العلامات التّي تدلّ على ليلة القدر لمعرفتها.
علامات ليلة القدر
- النور الساطع: وهي إحدى العلامات التي لا يشعر بها الكثير من الأشخاص، ويشعر بها من كان يسكن في منطقةٍ نائيةٍ خاليةٍ من الأنوار كالصحراء.
- الشّعور بالرّاحة والطّمأنينة: فينشرح بها قلب المؤمن، وصدره، ويشعر براحةٍ لم يشعر بها في باقي الليالي.
- سكون الرّياح: فتكون ليلةُ القدر ليلةً هادئةً لا تعصف فيها عواصف، وتكون الرّياح ساكنةً، والجوّ جَميل.
- صَمت الحيوانات: فلا يَسمع فيها نباح الكلاب، أو صوت البومة؛ فتكون ليلةً هادئةً.
- لذّة القيام: فيشعر المؤمن بلذة ورغبة في العبادة في هذه اللّيلة وقيامها تعبّداً لله تعالى.
- شروق الشّمس: فتشرق الشّمس في صباحية ليلة القدر دون شعاعٍ ساطعٍ كباقي الأيام.
من المهم قيام ليلة القدر، والتّوبة بها عمّا مضى، وخاصةً أنها تقع في شهر التوبة والغفران، والحرص على قيام العشر الأواخر من شهر رمضان، وقراءة أذكار الصّباح والمساء، وإعداد موائد إفطار للصّائمين؛ لأخذ الأجر الأكبر، ودعوة الله تعالى على الإعانة على قيام هذه اللّيلة بكل خشوعٍ، ومن المهم التّصدق في هذه اللّيلة -ولو بمبلغ صغير- والحفاظ على الاستغفار، وخاصةً في الطّريق للذهاب للمسجد، والابتعاد عن الخطأ، الذي يقع به الكثير من المؤمنين، وهو تيقّنهم بأنّ ليلة القدر هي 23 أو 25 من رمضان، فيتوقّفون عن العمل الصالح، وقيام باقي العشرة الأواخر من رمضان، فيجب الالتزام بقيام العشر الأواخر.
إقرأ أيضا:صفات الله الواجبة في حقه تعالى ودليلها