مصطلحات إسلاميه

ما هي العبادة

ما هي العبادة

العِبادة

إنّ توحيد الله عزّ وجلّ وتقديسه من أهمّ المقاصد التي خُلِق من أجلها الإنسان؛ فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان بقصد عبادته وتوحيده، وإقامة تعاليم دينه، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، حيث يبيّن الله عزّ وجلّ أنّه لا يحتاج عبيده أبداً، بل هم من يحتاجونه في أحوالهم جميعها، وما جعل العبادة إلّا وسيلةً ليعلم فيها المُفسِد من المُصلِح.

وتأكيداً على ما سبق، فقد ورد في الحديث: (عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فيما روى عن اللهِ تبارك وتعالى أنَّهُ قال: يا عبادي؛ إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تظَّالموا، يا عبادي كلّكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدوني أَهْدِكم، يا عبادي كلّكم جائعٌ إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلّكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكْسُكُم، يا عبادي، إنّكم تُخطئون بالليلِ والنّهارِ، وأنا أغفرُ الذّنوبَ جميعاً، فاستغفروني أغفرُ لكم، يا عبادي إنّكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني، يا عبادي لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإِنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أتقى قلبِ رجلِ واحدٍ منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخركم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني فأعطيتُ كلّ إنسانٍ مسألتَه، ما نقص ذلك ممّا عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ، يا عبادي إنّما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثمّ أوفِّيكم إيّاها، فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ، ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسَه).

إقرأ أيضا:ما هي كنية الامام مسلم

معنى العِبادة

العِبادة في اللّغة

العبادة مصدر عَبَدَ، وعَبَدْتُ اللهَ أَعْبُدُهُ عِبَادَةً؛ بمعنى الانقِيَادُ وَالخُضُوع، ومنها العَابِدُ، وَالْجَمْعُ عُبَّادٌ وَعَبَدَةٌ، وَالعَبْدُ خِلَافُ الحُرِّ، وَهُوَ عَبْدٌ بَيِّنُ العَبْدِيَّةِ وَالعُبُودَةِ وَالعُبُودِيَّةِ، وجمعها أَعْبُدٌ وَعَبِيدٌ وَعِبَادٌ، ويُقال: أَعْبَدْتُ زَيْدًا فُلَانًا؛ أي مَلَّكْتُهُ إيَّاهُ لِيَكُونَ لَهُ عَبْدًا، وَاسْتَعْبَدَهُ وَعَبَّدَهُ بِالتَّثْقِيلِ؛ أي اتَّخَذَهُ عَبْداً.

العِبادة في الاصطلاح

عرّف العلماء العبادة بأنّها اسمٌ جامع لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظّاهرة، وقد عرَّفها ابن تيمية بأنّها: طاعة الله المتمثّلة بامتثال ما أمر به وأخبر به عنه الرّسل والأنبياء؛[٤]فالعبادة لله هي الغاية المحبوبة لله سبحانه وتعالى، وهي التي خلق الخلق وأوجدهم لأجلها؛ حيث قال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، ولأجلها وبمضمونها أُرسِل الرّسل، وبها بلّغوا عن الله، فقد كان قول الأنبياء والرّسل جميعاً إلى أقوامهم يتلخّص في آيةٍ واحدةٍ؛ هي قول الله سبحانه وتعالى: (اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).

الفرق بين العبادَة والطَّاعَة

لا تأتي العبادة بمعنى الطّاعة في كلّ حالٍ، بل إنّ بينهما فروقاً واختلافاتٍ حسب موضع استخدامهما؛ فالْعِبَادَة هي غَايَة الخضوع، وَلَا تُسْتَحقّ إِلَّا بغاية الإنعام، ولذلك فإنّه لا ينبغي أن تصدق العبادة أو أن يستحقّها غير الله سبحانه وتَعالى؛ فهو وحده المُنعِم المُتفضِّل بالإنعام، كما أنّه وحده الخالق الرّازق، وَلَا تكون العِبَادَة إِلَّا مَعَ الْمعرفَة التامّة بالمعبود والخضوع التامّ له، أمّا الطَّاعَة فهي ذلك الفِعل النّاتج عن طلب أحدٍ ممّن هو دون اللهِ في المرتبة، وحينها يُسمّى الفعل طاعةً، وتصدُق الطّاعة على الخالق كما تصدُق على المخلوق، بعكس العِبَادَة التي لا تكون إِلَّا للخالق سبحانه وتعالى، والطَّاعَة في اللُّغَة تكون بأن يتَّبِع المدعوّ الدَّاعِي إِلى فعل ما دَعَاهُ إليه حتّى إن لم يقصد في ذلك التبعيّة، فقد يكون الإنسان في بعض الأحيان مُطيعًا للشَّيْطَان، لكنّه ربّما لا يقصد إطاعته، وَلكنّه فعل ما يريد دون أن يطلب منه ذلك، فأطاعه في المضمون والنّتيجة

إقرأ أيضا:ما هي الأنفال
السابق
ما هو الرياء
التالي
ما هي السنة