تجويد القرآن
القرآن الكريم هي معجزة تحدى بها الله تعالى البشر بأن يأتوا بمثله ولو بحرفٍ واحدٍ، وقد أدرك ذلك العرب قديماً عندما أدركوا أنّ كلام القرآن ليس من البشر وإنّما هو من عند الله تعالى؛ ولهذا دخل الكثير من النّاس في الإسلام، وقد أنعم الله تعالى عليهم بأن يكون القرآن الكريم هدىً وشفاءً للناس، وشفيعاً لهم يوم القيامة ولهذا على المسلم تدبر الآيات الكريمة وترتيلها أحسن ترتيل عتد التّلاوة، ومن هنا تعددت القراءات وهناك أحكام تجويد خاصّة باللفظ الصّحيح للحركات والأحرف ومخارجها، ومنها أحكام خاصّة بالتّنوين بأشكاله وهي كثيرة ومن أهمّها كيفيّة قراءة الآيات التي تنتهي بتنوين الفتح، وما هو حكم التّجويد الخاصّة بها، وما هو مدّ العوض وكيف يقرأ.
مدّ العوض
هو المدّ الذي يلفظ في آخر الكلمات التي تنتهي بتنوين الفتح في حالة الوقف، ويتمّ تعويض تنوين الفتح بألف ممدودة إشارة إلى أنّ القارئ توقف عند هذه الآية، ويكون مدّ العوض بمقدار حركتين كحرف الألف عندما يقرأ في حالة المدّ الطّبيعيّ، وفي حالة أنّ القارئ لم يتوقّف عند الآية وأوصلها بالآية الثّانية تُنطق حركة التّنوين بالنّون إذا كان الحرف الذي تبدأ بها الكلمة أحد حروف الإظهار.
أمّا إذا كانت الكلمة تنتهي بتنوين فتح على تاء التّأنيث المربوطة وتمّ الوقف على هذه الكلمة تقرأ التّاء بالهاء السّاكنة، وإذا كانت الكلمة تنتهي بتنوين فتح في وسط الآية تعامل حسب أحكام التّجويد الأخرى وهي الإدغام إذا كان خلفها مباشرة أحد أحرف الإدغام، وحكم الإقلاب إذا بدأت الكلمة التي تلي التنوين بحرف الباء فتقلب الباء وتلفظ ميماً.
إقرأ أيضا:أجعلتم سقاية الحاجأمثلة على مدّ العوض
- قال تعالى:” وكان الله عليماً حكيماً”.
مدّ العوض يكون في كلمة حكيماً وعند التّوقف عليها يعوض تنوين الفتح بألف طبيعية وتلفظ حكيما وليس حكيمن، وأمّا كلمة عليماً نلاحظ أنّ الحرف الذي بدأت بها الكلمة بعد التنوين الفتح هو حرف الحاء ويكون حكم القراءة، والتجّويد هو حكم الإظهار؛ لأنّ الحاء من حروف الإظهار وتقرأ هكذا عليمن حكيما.
- في السورة النّبأ “أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا*وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا”.
مدّ العوض هنا في كلمة مهاداً وتلفظ مهادا، وكلمة أوتاداً وتلفظ أوتادا في حالة الوقف في آخر الآية، وإذا أراد القارئ أن لا يتوقف عن كلمة مهاداً وأوصلها بالآية التي تليها تقرأ مهادوالجبالَ أي يدغم التنوين بالواو لأنّ الحكم هنا حكم الإدغام.
- في سورة النحل:”وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ”.
مدّ العوض في عدّة كلمات مثل، مثلاً وتقرأ مثلا، قريةً وتقرأ عند الوقف قريهْ بالهاء الساكنة وكذلك كلمة آمنةً (آمنهْ)، وكلمة مطمئنةً (مطمئنهْ)، ورغداً تقرأ رغدا.
في الختام مدّ العوض هو مدّ سهل عند قراءته وبالإيجاز يكون فقط في حالة الوقف بتعويض تنوين الفتح بألف ممدودة، ولا يكون مدّ العوض في الكلمات التي تنتهي بتنوين الضّم أو تنوين الكسر ولكن عند الوقوف عليها فقط بتسكين الحرف الأخير مثل مكانٍ تقرأ مكانْ، كُلَّ مُمَزَّقٍ تقرأ ممزقْ مع قلقلة القاف؛ لأنّه حرف قلقلة
إقرأ أيضا:ولا تحسبن الذين قتلوا