واحه الايمان

ماهر زين: طرقت بابه بإخلاص فَفُتحت لي أبواب الدنيا

“رقت عيناي شوقا ولطيبة ذرفت عشقا، فأتيت إلى حبيبي فاهدأ يا قلبُ ورفقا.. السلام عليك يا رسول الله.. السلام عليك يا حبيبي يا نبي الله”

“هو خير عباد الله خير البرايا، حي فينا بهداه حلو الوصايا، نسألك الله تجمعنا يوما برسول الله، من كوثره يروينا فتقبل يا رباه”

من منا لم يستمع يوما لإحدى أنشوداته العذبة في مدح سيد الخلق، ويتساءل عن سر عشقه الخاص للمصطفى صلى الله عليه وسلم والذي جعل من أنشوداته في مديحه علامات خاصة ومميزة من الصعب أن يخطئها القلب الهائم بحب النبي.

إنه المنشد ماهر زين[1].. أحد أهم من تميزوا بالمديح النبوي الإنشادي المعاصر.. سطع نجمه من سنوات وتألق في هذا المجال حتى أصبح واحدا من أيقوناته البارزة.. ولتفرد أسلوبه انجذب إليه الكثير من الشباب المتعطش لهذا الفن خارج إطاره النمطي، وأصبح صورة ووجها إعلاميا مشرفا ينقل صورة الدين بأبسط أداة وبأعمق تأثير.

العودة لطريق الله

من السهل أن تدرك عند استماعك لأكثر من أنشودة  لماهر زين أن الأمر مختلف.. ليس الأمر مديحا عاديا، إنها كلمات تقطر بالصدق وتحمل قدرا هائلا من حب وفهم عميقين للمعنى الروحي للدين ولرسالة خير الخلق الإنسانية العالمية.. يتساءل كثيرون: ما السر خلف تلك المشاعر التي عاش صاحبها سنوات عمره في بلاد بعيدة باردة تفتقد دفء وتوهج الشعور الديني كما بلاد الشرق.. لكن الأمر يظل مخبوءا في عقل صاحبه حتى يفصح هو عنه.

إقرأ أيضا:غَادَر الحجيج لرِحابِ الله.. فأنَّى لمعاصِيهِم أَن تُغادِر؟!

كانت المفاجأة.. حينما تحدث ماهر زين[2] عن أن الأمر لم يكن كما هو عليه الآن بل على العكس!

قصة تحول من طريق هجر الفرائض والابتعاد عن الدين وملازمة الشكوك والوساوس، إلى العودة من جديد إلى طريق الله بعقل واع وقلب مبصر.. قصةٌ تقدم عدة رسائل..

 رسالة عن دور الصحبة الصالحة في حياة الإنسان وأخرى عن أن العقل الباحث عن الحقيقة بصدق لابد وأن يهديه الله إليها، وأخيرة عن أن الشكوك والوساوس ليست بالضرورة طريقا للإلحاد بل هي ربما إحدى طرق الإيمان واليقين..

إقرأ أيضا:قليل من الموت.. قد يجعلك تنتبه لحياتك!

قصة المنشد ماهر زين هي إشارة تنبيه توجه كل شاب يمر بنفس المرحلة من الحيرة إلى البحث والتفكير والتأمل، والنظر في من حوله من صحبة فربما هم أحد أسباب تيهه وهلاكه.. وربما هم سبب النجاة له ولمن حوله!

السابق
هَدي الحج.. بقايا جاهلية أم امتثال وخضوع؟
التالي
بعد الإلحاد.. عائدون إلى الله