معنى الحواريون
يُعرّف معنى حَواريّ لغةً حسب معجم المعاني الجامع: بأنه جمع حَواريُّينَ، والحَوَاريُّ: هو الذي أخلص واختير ونقي من أي عيب، وهو أيضاً مبيض الثياب، وهو الناصر والمؤيد والصاحب لكلّ نبي حواريّي، والحواريُّون: هو اسم يطلق على أنصار عيسى عليه السَّلام.أما معناه اصطلاحاً فهم صفوة الأنبياء الذين قد أخلصوا لهم، حيث قيل لكلّ ناصرٍ لنبيه حواري إذا بالغ هذا الناصر في نصرته وذلك تشبيهاً بأنصار عيسى بن مريم عليه السلام.
سبب تسمية الحواريين بهذا الاسم
سمي الحواريون بذلك بسبب إخلاصهم لسيدنا عيسى عليه السلام وتقديم المشورة والنصيحة الصحيحة له في الوقت الذي احتاجها، وبذلك أصبحوا من أصحاب عيسى عليه السلام وأتباعه في تبليغ الدعوة، بالإضافة إلى ذلك ورد ذكرهم في القرآن الكريم وذلك عدّة مرات، فقال تعالى: ( قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).
حيث سمى الله سبحانه وتعالى أنصار عيسى بالحواريين؛ بسبب قوة إيمانهم وإخلاصهم في نيتهم لله تعالى وطهر سرائرهم من أيّ غشٍ أو نفاق، فوصلوا لدرجةٍ من البياض الخالص في الصفاء والنقاء من الشوائب، مما دفعهم لترك الباطل وتلبية نداء الحق، ورغم قلة عددهم لم يخشوا شيئاً ولا حتّى لومة لائم، فأقروا بالإيمان وحده، وكانوا على يقينٍ أن ما جاء به عيسى هو الحق من ربهم، وقد جاء في القرآن الكريم أنهم أعلنوا اعترافهم بربوبيته كاملة سبحانه وتعالى، حيث سلموا أمرهم تسليماً تاماً بكل ما أنزله الله على أنبيائه من قبلهم، وأعلنوا امتثالهم لكلّ أوامر الحق التي جاء بها نبيهم عيسى عليه السلام، وبعدها طلبوا من الله أن يجعلهم من عباده الأخيار، وذلك كما جاء في قوله تعالى: (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)، لذلك استحقوا تسميتهم بالحواريين.
إقرأ أيضا:كيف ربي يستجيب دعائيالحواريون والمائدة
طلب الحواريون من عيسى عليه السلام أن يُنزل عليهم مائدةً من السماء، حيث تبادلوا الحوار التالي فيما بينهم قال تعالى: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ)، فرد عليهم عيسى عليه السلام في قوله تعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)،[٨] حيث أمرهم بتقوى الله تعالى وخشيته والالتزام بحدوده والابتعاد عن الأمور التي تؤدي إلى الفتنة بين المؤمنين، ثمّ رد الحواريون على عيسى عليه السلام في قوله تعالى: (قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ )، حيث بينوا في هذا الرد أنهم طلبوا نزول المائدة؛ بسبب حاجتهم إلى الطعام بعد أن ضيّق عليهم بنو إسرائيل في الرزق، وحتّى ينالوا البركة، ولتزداد قلوبهم إيماناً بالله تعالى، وليشهدوا على صدق المعجزات التي أتى بها عيسى عليه السلام.
إقرأ أيضا:كيفية الصبر على البلاء