السحر محرم في الإسلام:
أيها الأخوة الكرام، مع السبع الموبقات التي حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال:
اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ
[متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ]
هذه السبع الموبقات، نكتفي من هذه الموبقات بالكبيرة الثانية ألا وهي السحر.
أيها الأخوة الكرام، السحرُ عالم عجيب تختلط فيه الحقيقة بالخرافة، والعلم بالشعوذة، كما تختلط الدوافعُ والبواعث بالغايات والأهداف، وهو عالم ظاهرهُ جميلُ خلاب يفتن القلوب البسطاء، ويخدعُ السذج والرعاع، وباطنه قذر عفن، يتجافى عنه أولو الألباب، وينأى عنه أصحابُ القلوب المستنيرة، والفطر السليمة، وتاريخ السحر تاريخٌ أسود قاتم، فهو خدعة شيطانية يضلُّ بها شياطين الإنس والجن عبادَ الله، فيوقعونهم بالسحر في أعظم جريمة، هي الكفرِ والشرك والضلال، من الكبائر.
ليس منا من سحر أو سحر له،أو تكهن أو كهن
[الطبراني عن عمران بن حصين، وأبي نعيم]
ومن سحر كذب وكفر.
أبعد هذا الوعيد من وعيد؟
اللجوء إلى السحر مرض العصر:
أيها الأخوة الكرام، ما الدواعي لهذا الموضع؟ لأنه أصبح التوجه إلى السحر والسحرة في هذا العصر المتطور منذراً بالخطر، فلقد أذاقت الحياةُ الماديةُ الجافة البشرية من البلاء العظيم إذ قست القلوب، وجفّت ينابيعُ الخير في أرواح أكثر الناس، فكثرت العقد والمشكلات النفسية التي أصبحت سمة العصر، وأخذ كثيرٌ من الذين فقدوا راحة القلب، وطمأنينة النفس، يلجؤون إلى السحرة والمشعوذين، يبحثون عندهم عن حلٍّ لمشكلاتهم ، فكانوا بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وهو أمر منتشر عند جميع الأمم المتطورة منها والمتخلفة وفي كافة الشرائح الاجتماعية وفي خبر يلفت النظر ضمن صحيفة رصينة عن بعض السياسيين الكبار من روساء دول تُعد متطورة وغيرهم يتعاملون مع مشعوذين، وكان أحدهم يُقيم بصفة مستمرة في قصر الرئاسة.
تعريف السحر:
أيها الأخوة، تعريف السحر،
1. السحر هو كل أمرٍ يخفى سببه، ويتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع،
2. السحر هو صرفُ الشيء عن حقيقته إلى غيره،
وقال عز وجل:
(فَأَنَّا تُسْحَرُونَ)
[سورة المؤمنون الآية: 89]
إقرأ أيضا:الدين و الفطرةأي فأنى تصرفون، وهذا الصرف:
• قد يكون للعين التي ترى بخلاف الواقع، عين مسحورة،
• وقد يكون في القلب، فيحب بلا سبب ويبغض بلا سبب، معنى ذلك سحر.
3. السحر هو عُقد ورُقي وكلام يتكلم به الساحر، ويكتبه، أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور، أو قلبه، أو عقله، من غير مباشرة له، فمنه ما يقتل، وما يُمرض، وما يأخذُ الرجل عن امرأته، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يبغضُ الإنسان بالآخر، أو يُحبب إلى إنسان آخر.
حقيقة السحر:
حقيقة السحر، اتفاق بين الساحر والشيطان على أن يقوم الساحر بفعل الكفر والشرك، وكل ما هو محرم، مقابل أن يساعده الشيطان، وأن يعينه في كل ما يطلبه منه الساحر، وكلما ازداد الساحر كفراً بالله، وعبادة الشيطان، كلما ازداد الشيطان له طاعة، أما الكرامة فلا تكون إلا للولي، وأما المعجزة فلا تكون إلا للنبي، ويجمع بينهما الخارق للعادة.
فالسحر يؤثر مرضاً، أو ثقلاً، أو عقلاً، أو حباً، أو بغضاً، أو نزيفاً، وهو موجود تعرفه عامة الناس، لكن الآية التي يطرب لها المؤمنون:
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)
[سورة الحجر الآية: 42]
إقرأ أيضا:الوسطية في الاسلام(وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)
[سورة البقرة الآية: 102]
أنواع السحر:
أيها الأخوة، بشكل دقيق السحر أنواع، منه ما ليس له حقيقة، ومنه ما هو تخيل لا حقيقة له،
فالسحر الحقيقي هو الذي يعتمد فيه الساحر على الجن، والشياطين، وعباد الكواكب، والنجوم، وكلما ازداد الساحر كفراً، وزندقة، ازداد الجن والشيطان له طاعة ومعاونة،
أما سحر التخيل الذي لا حقيقة له في الواقع مبني على الأخذ بالعيون، فترى الشيء على خلاف ما هو عليه.
وإن سحر سحرة فرعون كان من هذا النوع، وقد جاءت النصوص القرآنية صريحة بأنه كان تخيلاً وأخذاً بالعيون، قال تعالى:
(فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)
[سورة طه الآية: 66]
وفي قوله تعالى:
(فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)
[سورة الأعراف الآية: 116]
لأن إيقاع السحر في أعين الناس يدل على أن أعينهم تخيلت غير الحقيقة الواقعة.
حكم الساحر:
قال الله تعالى:
(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
[سورة البقرة الآية: 102]
من خلال هذه الآيات يتبين أن السحر كفر بوحدانية الله، ومتعلمه كافر أي الساحر.
أيها الأخوة، حقيقة السحر أنه تعبّد للشياطين أو للكواكب، أما النوع الثاني الذي هو من باب الشعوذة فلا يكَّفر به أصلاً، لكن ينبغي أن نبتعد كلياً عن كل نشاط يتعلق بالسحر، ورد في بعض الأحاديث:
من أتى ساحراً فلم يصدقه لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً ولا دعاء أربعين ليلة، أما إذا صدقه فقد كفر بما أنزل على محمد
لذلك السحر كفر ومتعلمه كافر أي الساحر.
لذلك عمل الساحر حرام، وهو من الكبائر بالإجماع، وقد عدّه النبي عليه الصلاة والسلام من السبع الموبقات، ومنه ما يكون كفراً، ومنه ما لا يكون كفراً، بل معصية كبيرة إن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر فهو كفر وإلا فلا.
وقد أخبرنا القرآن أن سحرة فرعون كفروا بالله عز وجل، وتابوا إلى الله، وقَبِل الله توبتهم حين خروا ساجدين:
(قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى)
[سورة طه: 70]
لذلك عمل الساحر حرام، وهو من الكبائر بالإجماع.
سيدنا سليمان لم يكن ساحراً:
أيها الأخوة الكرام، آيات السحر في سورة البقرة، باعتبارها الأصل في أحكام السحر،
(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
[سورة البقرة الآية: 102]
وسببُ نزول هذه الآيات أن الله تعالى أنزل إلى بني إسرائيل شريعة مباركة طيبة، هي شريعة التوراة، فتركوها، ونبذوها، واشتغلوا بالسحر الذي يعبدّهم للشيطان، فلما جاءتهم الشريعة الغراء التي أنزلها الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، استمروا على ضلالهم في اتباع السحر، والإعراض عن الشريعة، وزعموا أن نبي الله سليمان إنما سُخرت له الجن والإنس والطير بالسحر، فلما ذكر سليمان في القرآن قالت يهود المدينة: ألا تعجبون لمحمد يزعم أن ابن داود كان نبياً؟ والله ما كان إلا ساحراً فأنزل الله هذه الآيات ذماً لهم، مبيناً كفرهم وضلالهم، مبرئاً عبده ونبيه سليمان مما رماه به أهل الضلال والبهتان:
(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا)
حكم من يذهب إلى السحرة والعرافين والكهان:
الآن ما حكم من يذهب إلى السحرة والعرافين والكهان؟ والجواب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً
[مسلم عَنْ حفصه رضي الله عنها]
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم:
من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
[أحمد والبيهقي والحاكم عَنْ أبي هريرة]
وظاهر الحديث أنه يكفر متى اعتقد صدق العراف أو الكاهن بأي وجه كان.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام:
ليس منا من تطيّر أو تطيّر له أو تكهن أو تُكُهِّن له أو تسحر أو سُحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد
[البزار عن عمران بن حصين]
ليس منا
فيه وعيد شديد يدل على أن هذه الأمور من أكبر الكبائر.
تعريف العرّاف و الكاهن:
أيها الأخوة، فمن هو العراف ومن هو الكاهن؟
العراف هو الذي يدّعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.
أما الكاهن فهو الذي يَّدعي علم الغيب.
الكُهان ومعرفة الغيب:
أيها الأخوة الكرام، قد يسأل سائل أجاب عنه النبي عليه الصلاة والسلام، سئل رسول الله هذا السؤال،
سأل أُناس رسول الله عن الكُهان؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليسوا بشيء
قالوا: يا رسول الله فإنهم يحدثوننا أحياناً الشيء يكون حقاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها، وفي رواية فيقرها في أذُن وليه قرَّ الدجاجة ـ أي يرددها في أذن الكاهن ـ فيخلطون فيها مائة كذبة
[البخاري عن عائشة]
الأمر كله بيد الله:
أيها الأخوة، يقول الله عز وجل:
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)
[سورة الأنعام الآية: 59]
نحن كمؤمنين نعلم يقيناً أنه لا تستطيع قوة على ظهر الأرض أن تضر، أو أن تنفع، إلا بإذن الله جلّ وعلا، والأصل في هذا كله قول الله عز وجل بنص الآية الكريمة من أجل أن ترتاح القلوب وأن تطمئن النفوس، قال تعالى:
(وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ)
[سورة البقرة الآية: 102]
والقضية على الشكل التالي وحوش مخيفة، قاتلة، جائعة، لكنها مربوطة بأزمة محكمة بيد جهة قوية، عادلة، رحيمة، علاقتك ليس مع الوحوش، ولكن مع من يمسكها، فإذا قصرت لا سمح الله ولا قدر أو أسأت أو عصيت أرخى حبل أحد الوحوش:
(وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ)
دليل آخر:
(فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
[سورة هود الآية: 55-56]
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
كل شيء وقع أراده الله، لحكمة بالغة بالغة بالغة عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، و الحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق:
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ)
[سورة آل عمران الآية: 26]
لم يقل والشر، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
والشَّرُّ لَيسَ إليكَ
[أخرجه مسلم عن علي بن أبي طالب]
بيدك الخير، إيتاء الملك خير ونزع الملك خير، لكن نزع الملك نعمة باطنة، والإعزاز خير والإذلال خير لكنه نعمة باطنة:
(وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)
[سورة لقمان الآية: 20]
أيها الأخوة، لو اجتمع سحرة أهل الأرض لا يستطيعون أن يؤثروا بسحرهم في مخلوق واحد إلا بإذن الله، علاقتك مع الله، اجعل الهموم هماً واحداً يكفك الهموم كله، اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها، وجِّه قلبك إلى ملك الملوك ومالك الملوك، إلى جبار السماوات والأرض، وتوكل عليه، وثق به، فهو المرتجى والملاذ، ولا حول ولا قوة إلا به، من توكل عليه كفاه، ومن اعتصم به نجاه، ومن فوّض إليه الأمر هداه، قال تعالى:
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)
[سورة الزمر الآية: 36]
وفي الحديث القدسي:
ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته، فتكيده السماوات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجاً، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات بين يديه
[رواه ابن عساكر عن كعب بن مالك]
يا صاحب الهم إن الهم منفرج***ابشر بخير فإن الفارج الله
* * *
كن عن همومك معرضا***وكل الأمور إلى القضا
وابشر بخيــر عاجل***تنسى به ما قـد مضى
فلرب أمر مسخـط لك***في عواقبـــه رضا
ولربما ضاق المضيـق***ولربما اتســع الفضا
اللـــه يفعل ما يشاء***فلا تكـــن معترضا
الله عودك الجميـــل***فقس على ما قد مضى
* * *
حكي عن بعض العلماء أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال التلميذ: أجاهده.قال الشيخ: فإن عاد؟! قال: أجاهده.قال الشيخ: فإن عاد؟! قال: أجاهده.فقال الشيخ: هذا يطول يا بني ولكن إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور فماذا تصنع؟ قال: أجاهده قال: يا بني هذا أمر يطول، استعن برب الغنم يكفك كلابه.
إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ماذا وجد يا رب من فقدك؟ وماذا فقد من وجدك؟
استعن بالله أيها الحبيب والجأ إليه، فهذا هو الحصن الحصين، والملاذ المكين، ولما كان الله هو خالقنا ومربينا ومسيرنا فلنتحصن به، هو الذي يعلم ضعفنا وعجزنا.
والحمد الله رب العالمين
منقول عن: خطبة الجمعة – الخطبة 1146 : خ1 – الموبقات السبع: السحر1 ، خ 2 – قصة واقعية.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2010-04-02 |
خطبة الجمعة – الخطبة 1147 : خ1 – الموبقات السبع: السحر2 ( توجيهات النبي في مواجهة وساوس الشيطان و السحرة والكهان ) ، خ 2 – لا يخافن العبد إلا ذنبه.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2010-04-09