الرقية الشرعية
حثّ الإسلام المسلم أن يقوم برقية نفسه أو غيره بالرّقية الشرعيّة، إذا ألمّ به عارضٌ أو أصابه ألمٌ، ولا بُد من اجتماع ثلاثة شروطٍ في الرقية حتى تكون شرعيةً، وهي: الاعتقاد أنّ الرقية لا تؤثر بذاتها بل بإذن الله تعالى وتقديره، وأن تكون من المأثور عن النبي عليه الصّلاة والسّلام، أو تكون بأسماء الله تعالى وصفاته، وأن تكون ممّا يُفهم معناه باللغة العربية؛ إذ يُكره الدعاء بغير العربية حتى لو عُرف معنى الكلام، ولكن يرخّص لمن لا يحسن العربية، وتجدر الإشارة إلى أنّ أنفع الرّقية ما يكون من رقية الإنسان لنفسه، على العكس ممّا يظنّ البعض من ضرورة البحث عن قارئ حتى لو كان مشعوذاً أو عامياً، وتنفع الرقية في حالات الأمراض العضوية، والمسّ، والعين، والحسد؛ حيث رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في أحد الأيام سفعة في وجه جارية عند أمّ سلمة، فقال: (استَرْقوا لها؛ فإنَّ بها النَّظرةَ).
كيفيّة رقية المسلم لنفسه
قد يتعرض الإنسان لنوعٍ من أنواع أذى الشيطان مثل: المس، أو الحسد، أو الربط؛ ولذلك شُرعت في الإسلام رقىً شرعيّةً، يقي الله تعالى بها من أذى الشيطان ويشفي بها من أصيب بشيءٍ منه، وتكون الرقية الشرعية كما يأتي:
إقرأ أيضا:الإسلام والحياة- أن يعتقد أنّ الشفاء بيد الله تعالى، ولا شفاء عند غيره ولا في غير شريعته.
- أن يداوم على الرقية الشرعيّة في كلّ يومٍ مرتين؛ بعد صلاة الصبح ومساءً قبل صلاة المغرب بقليلٍ.
- أن يتوضّأ الراقي لنفسه قبل الرقية.
- أن يضمّ يديه ويقرأ فيهما ما يأتي: الفاتحة، وآية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، وسورة الفلق، وسورة الناس، وسورة الإخلاص.
- أن يقول من أراد أن يرقي نفسه: بسم الله أرقي نفسي من كلّ شيءٍ يؤذي نفسي، من شرّ كلّ نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيني، بسم الله أرقي نفسي، أعوذ بكلمات الله التامة من كلّ شيطانٍ وهامةٍ، ومن كلّ عينٍ لامةٍ.
- أن يتفل في يديه ويمسح بهما ما استطاع من جسده.
- أن يكرّر ما قام به ثلاث مرات.
- أن يصلي أربع ركعاتٍ كلّ يومٍ في وقت الضحى
- أن يردّد قول: (بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ثلاث مراتٍ، قبل المغرب و بعد الصبح.
- أن يقرأ سورة البقرة في بيته بشكلٍ مستمرٍّ على الأقلّ مرةً كلّ ثلاثة أيامٍ.
- أن يُطهّر البيت من كلّ ما يطرد الملائكة ويجلب الشياطين مثل: الصور، والتماثيل، والصلبان، والكلاب، والأجراس، وآلات المعازف.
- أن يلتزم بأذكار الصباح والمساء والنوم وأذكار ما بعد الصلاة، وسائر الأذكار.
- أن يذكر الله تعالى عند الأكل، والشرب، واللباس، والجماع، وعند الدخول والخروج من المسجد.
- أن يأكل سبع تمراتٍ عند الاستيقاظ من النوم، ويفضّل أن تكون من تمر المدينة
- أن يتطهّر من كلّ الأوساخ والنجاسات، ويحافظ على الوضوء، ونظافة الجسد والملابس، والأماكن المحيطة به.
- أن يقول: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم؛ من همزه ونفخه ونفثه، ألعنك بلعنة الله التامّة، يقولها في حال شعر بوساوس الشيطان ثلاث مراتٍ.
- أن يحقّق كمال العبوديّة لله تعالى؛ باتّباع أوامره واجتناب نواهيه؛ إذ إنّ الله تعالى يجعل لعباده العصمة من الشيطان ومن كلّ الشرور، كما قال تعالى للشيطان:(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ* وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ)
- أن يقول ألف مرّةٍ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) بعد الصبح وقبل المغرب.
- أن يحافظ على الصلوات الخمس في المسجد، أو الصلاة على وقتها إذا كانت امرأة.
- أن يمنع الصبيان من اللعب خارج المنزل من بعد المغرب إلى انقضاء العشاء.
- أن يتعفّف عن أكل الحرام ويقتصر على ما أحلّ الله تعالى من المأكل والملبس.
- أن يقول عند دخول المسجد: (أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم).
- أن يقوم الوالدان بالدعاء لأولادهم بقول: (أعيذهم بك وذريتهم من الشيطان الرجيم)