الإيمان بالله تعالى
يحتاج الإنسان في هذه الحياة إلى الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ هذا الإيمان هو السبيل الوحيد للحصول على الراحة النفسيّة التي تساعده على متابعة طريقه في الحياة، والتحرّر من القيود الداخليّة التي تُقيِّد حركته، وتحدُّ من انطلاق طاقاته الكامنة، وعلى رأس هذه القيود الطمع، والكراهية، والحقد، ويقتضي الإيمان بالله تعالى سعي الإنسان بكلّ ما أوتي من قوة للتقرّب من الخالق عزّ وجلّ؛ لأنّ هذا القرب هو السبيل الأوحد لنيل السعادة الحقيقيّة، وفيما يأتي نستعرض بعض أبرز الأفكار التي من شأنها جعل الإنسان قريباً من الله سبحانه وتعالى.
كيفيّة التقرّب من الله تعالى
- الإيمان بإخلاص بالله تعالى والابتعاد عن النفاق، والشرك، والرياء، فلا يُعقَل أن يطلب شخص القرب من الله تعالى وهو ضعيف الإيمان به، لذا فإنّنا نجد أنّ الإيمان بالله تعالى هو الشرط الأول والرئيسيّ الذي بتحققه يصبح العبد أقرب من الله سبحانه وتعالى، ولا يلزمه لبلوغ المنزلة العظيمة إلا التزام النهج القويم، بكل ما يتضمنه من معانٍ وأعمال.
- الإكثار من الأعمال الصالحة الخيِّرة، وهذه الأعمال أكثر من أن تُعَدَّ وتُحصى، فهي تشمل أعمال العبادات والمعاملات وغيرها، ويجب على المسلم الذي يريد التقرب من الله تعالى أن يُخلص النية قبل قيامه بأي عمل مهما كان صغيراً، فأي عمل صالح يقوم به يجب أن يكون لوجه الله تعالى، وليس لتحقيق أي منفعة دنيويّة مهما كانت.
- الإكثار من الدعاء والمناجاة، فالدعاء يقرّب العبد من الله تعالى ويجعله عبداً صالحاً؛ وفيه تتجلّى أسمى معاني العبوديّة والاحتياج إلى الخالق وليس لأي أحد سواه، فمن يدعو الله تعالى يعترف ضمنيّاً بأنّه لن يطلب العون والمدد إلا منه تعالى.
- التعرف على أسماء الله الحسنى واستشعار معانيها، ومضامينها العظيمة السامية، فبذلك يعرف الإنسان خالقه العظيم، الملك، الرحيم، القريب.
- الإكثار من مجالسة الصالحين الذين يخشون الله تعالى، ويسعون بكلّ ما يملكونه من قوة للتقرب منه، فالمرء على دين خليله، ومثل هذه الصحبة كفيلة بجعل الإنسان يغيّر من مسالكه ومعتقداته نحو الأفضل، فيصير أقرب إلى الله تعالى بإذنه.
- التحلّي بالأخلاق الفاضلة عند التعامل مع الناس، واستبدال الكراهية بالمحبة، والتسامح مع جميع خلق الله، فالله تعالى يحبّ العبد الذي يرحم الناس، ويعطف عليهم، ويعرف واجباته تجاههم.
- تفريج الكرب عن الآخرين، وحلّ المشكلات التي قد يقعون بها، فهذه الأعمال تُعلي من مكانة الإنسان، ومن قيمته عند الله تعالى، ففيها برهنة حقيقيّة على صدق التديُّن