وضوء وصلاه

كيف تصلي بخشوع

كيف تصلي بخشوع

الصلاة

سُمّيت الصلاة بهذا الاسم لاشتمالها على الدعاء، ويُمكن القول بأنّها عبادة االله بأقوال وأفعال معلومة كالسجود، والركوع، والقيام، وتبدأ الصلاة بالتكبير وتنتهي بالتسليم، والصلاة واجبة على كلّ مسلم بالغٍ عاقلٍ إلّا المرأة النفساء والحائض، حيث قال الله تعالى: (إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، والواجب منها خمس صلوات في اليوم والليلة، وممّا يدلّ على عظم أهميّة الصلاة في الإسلام أنّها لم تُفرض من الله بواسطة جبريل -عليه السلام- وإنّما فُرضت في السماء يوم الإسراء والمعراج، كما أنّها آخر ما أوصى به الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل وفاته، وهي أوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة فصلاحها يدلّ على صلاح عمله وفسادها يدلّ على فساد عمله، حيث قال رسول الله: (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ فَسَدَ سائرُ عملِهِ)،وممّا يدلّ على أهميتها أنّها عمود الدين، ولا تسقط عن المسلم بأي حال من الأحوال، فالنائم يقضي ما فاته أثناء نومه بعد الاستيقاظ.

الخشوع في الصلاة

عرّف العلماء الخشوع بعدة تعاريف؛ منها: قال ابن القيم في كتاب مدارج السالكين: (الخشوع تذلّل القلوب لعلام الغيوب)، وقال ابن رجب رحمه الله: (وأصل الخشوع لين القلب، ورقّته، وسكونه، وخضوعه، وانكساره، وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنّها تابعة)، وهناك عدّة أسباب تساعد على تحقيق الخشوع في الصلاة؛ منها:

إقرأ أيضا:الدعاء بعد تكبيرة الإحرام
  • إسباغ الوضوء، والتبكير بالذهاب إلى المسجد، وانتظار الصلاة والاستعداد لها، واستخدام السواك، وكذلك تسوية صفوف الصلاة ورصّها.
  • اتباع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في جميع أوضاع الصلاة، كالصلاة إلى سترة، ووضع اليد اليمنى على اليد اليسرى، وتحريك السبابة في التشهّد.
  • النظر إلى موضع السجود خلال الصلاة، حيث قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا صلّى طأطأَ رأسَه، ورمى ببصرِه نحو الأرضِ).
  • التنويع في الآيات والسور خلال الصلوات، حيث إنّ التنويع يشعر المُصلي بمعاني جديدة تجذب سمعه وتساعده على الخشوع.
  • الطمأنينة في الصلاة بأن يُعطى كلّ ركن من أركان الصلاة حقّه، فلا يُرفع من الركوع حتى يُتمه وكذلك السجود، ولا ينتقل من السجود إلى القيام حتى يُتمه.
  • التفاعل مع الآيات المقرؤة، كالتسبيح عند آيات التسبيح، والاستعاذه بالله من عذاب جهنّم عند ذكر آيات العذاب والوعيد، وسؤال الجنة عند قراءة آيات الرحمة.
  • تدبّرالآيات المقرؤة وفهم معانيها وإدراك دلالاتها، ولا يتم ذلك إلّا بالتعلّم.
  • الاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم؛ لأنّ الشيطان يسعى جاهداً لإفساد الخشوع في الصلاة بالوسوسة.
  • التفكّر بقصص الصحابة الكرام وأحوالهم بالصلاة، واستحضار أجر وثواب الخشوع فيها.
  • عدم صلاة الجائع عند وقت الطعام، وكذلك عدم صلاة الحاقن لبوله والحاقب للغائط، إلّا بعد الذهاب إلى الخلاء، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا صلاةَ بحَضْرَةِ طعامٍ، ولا وهو يُدافِعُه الأَخْبَثانِ).
  • الإخلاص والاجتهاد في الدعاء واستشعار قرب الله -تعالى- من العبد وخاصّة اثناء السجود، حيث ورد في الحديث النبوي الشريف: (إنَّ أقربَ ما يكونُ العبدُ مِن ربِّه وهو ساجدٌ فأكثِروا الدُّعاءَ).

خشوع الصحابة والتابعين في الصلاة

كان الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- أصحاب مراتب عالية من الإيمان، ومن أسباب ذلك خشوعهم في الصلاة، وفيما يأتي ذكر بعض مواقف الصحابة التي تدلّ على ذلك:

إقرأ أيضا:كيفية الصلاة على الميت
  • عروة بن الزبير: إذ إنّه أُصيب بمرض في ساقه، وتفاقم المرض حتى أخبره الأطباء بضرورة بتر قدمه، فوافق عروة على ذلك، فطلبوا منه أن يشرب الخمر حتى يقلّل من شعوره بألم بترها، فقال لهم: (بل افعلوا ذلك عندما ابدأ بصلاتي فلن أشعر بشيء وأنا في الصلاة)، فبتروا قدمه وهو يصلّي فلم يتحرّك ولم يضطرب، فلمّا انتهى من الصلاة واساه أصحابه، فقال عروة: (اللهمّ لك الحمد، كان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت ثلاثة، فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت، وإن كنت ابتليت فلطالما عافيت).
  • عمر بن الخطاب: على الرغم من شدّة الطعنة اللئيمة الغادرة التي تلقّاها عمر -رضي الله عنه- من المجوسيّ وهو يصلّي الفجر بالناس، إلّا أنّ خشوعه في الصلاة كان أشدّ وأقوى، فصلّى عبد الرحمن بالناس.
  • عبد الله بن الزبير: حيث إنّه كان يصلّي فجاء المنجنيق وهو بالسجود فأخذ طرفاً من ثوبه فلم يرفع رأسه حتى أتمّ السجود.
  • عامر بن عبد الله بن قيس: سُئل يوماً فقيل له: (أتُحدثك نفسك في الصلاة؟) فقال: (أُحدثها بلقاء الله، وإلى أي الدارين مُنصرفي)، وممّا ذكر عنه أنّه لمّا ذُكر له تفكيرالبعض بالأموال أثناء الصلاة قال متعجّباً: (أوتجدون ذلك في صلاتكم؟ والله لأن تختلفني السيوف أهون عليّ من أن أجد ذلك في صلاتي).
  • مسلم بن يسار: كان يقول لأهله إذا دخل في الصلاة: (تحدّثوا فلست أسمع حديثكم)، وكان إذا دخل في الصلاة كأنّه ثوب ملقى، وممّا روي عنه أنّه حصل حريق في بيته وهو يصلّي فلمّا فرغ من الصلاة ذكروا له ذلك فقال: (ما شعرت)، وقول ابنه مسلم عنه: (كان إذا دخل بالصلاة كأنّه وتد فلا يميل هكذا ولا هكذا).
  • علي بن الحسين: كان إذا توضأ للصلاة تغيّر وجهه، فلمّا سألوه عن ذلك قال لهم: (أتدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي
السابق
كيف تتخلص من وسوسة الشيطان في الصلاة
التالي
كيف تؤدى صلاة الجمعة