الرضا بقضاء الله وقدره: طريق السعادة والسكينة
إن الرضا بقضاء الله وقدره هو مفتاح السعادة والسكينة في الدنيا والآخرة. فهو مقام رفيع يتطلب منا التسليم المطلق لمشيئة الله تعالى والقبول بكل ما يقدره لنا، سواء كان خيراً أو شراً، سهلاً أو صعباً.
لماذا الرضا بقضاء الله؟
- الإيمان بالله: الرضا بقضاء الله هو دليل على الإيمان به تعالى وتصديقه في كل ما يخبر به. فالله سبحانه وتعالى هو العليم الحكيم الذي لا يفعل إلا الخير لعباده، حتى وإن لم يدركوا ذلك في حينه.
- راحة البال: الرضا يخلصنا من القلق والضيق والهموم التي تنتابنا عند وقوع المصائب أو عدم تحقق ما نتمناه. فهو يجعلنا نتقبل الأحداث بصدر رحب ونؤمن بأن الله تعالى قد اختار لنا الأفضل.
- الطمأنينة: الرضا يمنحنا الطمأنينة والثقة بأن الله تعالى لن يضيعنا ولن يتركنا، وأنه سيعوضنا خيراً مما فقدنا. فهو يجعلنا نستشعر حلاوة الإيمان ولذة القرب من الله.
- الأجر والثواب: الرضا بقضاء الله هو عبادة عظيمة يجازي الله عليها أصحابها بأجر عظيم وثواب جزيل. فالله سبحانه وتعالى يحب الصابرين المحتسبين الذين لا يعترضون على حكمه ولا يسخطون على قضائه.
كيف نرضى بقضاء الله؟
إقرأ أيضا:هل مِن صلة بين تعاليم الإسلام وتخلف أتباعه؟- معرفة الله: كلما ازدادت معرفتنا بالله تعالى، زاد يقيننا بحكمته وعدله ورحمته، وبالتالي زاد رضاؤنا بقضائه.
- التفكر في آيات الله: التفكر في خلق الله وسننه الكونية يزيد من إيماننا به تعالى ويجعلنا ندرك أنه لا شيء يحدث عبثاً، بل لكل شيء سبب وحكمة.
- ذكر الله: ذكر الله تعالى بالقلب واللسان يطمئن القلوب ويذهب الهموم ويجعلنا نستشعر معية الله تعالى معنا في كل حال.
- الصبر: الصبر على البلاء والشكر على النعمة هما من أعظم أسباب الرضا بقضاء الله. فالصبر يجعلنا نحتسب الأجر عند الله، والشكر يجعلنا ندرك نعم الله علينا.
- الدعاء: الدعاء هو سلاح المؤمن الذي يلجأ إليه في كل شدة ورخاء. فهو يجعلنا نتواصل مع الله تعالى ونطلب منه العون والرضا بقضائه.
أمثلة من الرضا بقضاء الله في القرآن والسنة:
- قصة سيدنا أيوب: كان سيدنا أيوب عليه السلام قدوة في الصبر والرضا بقضاء الله، فقد ابتلاه الله بالفقر والمرض وفقد الأهل والمال، ومع ذلك لم يتسخط ولم ييأس، بل ظل صابراً محتسباً حتى كشف الله عنه الضر.
- قوله تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 216).
- قوله صلى الله عليه وسلم: “عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ”.
الرضا بقضاء الله هو اختيار، وليس إجباراً. فهو قرار نتخذه بأنفسنا بأن نؤمن بالله تعالى ونثق بحكمته ونرضى بقضائه. وهو قرار يجلب لنا السعادة والسكينة في الدنيا والآخرة.
إقرأ أيضا:اللادينية.. أليس من المحتمل وجود آلهة أخرى في الكون؟