الاعتداء
يتعرض الانسان في حياته اليومية لأشكال عديدة من الاعتداء سواء بالقول أم الفعل، وقلة من يتقن فن التعامل مع المعتدي، ومواجهة الاعتداء بأقل الخسائر، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تصل إلى حد القتل، لذا حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على ضرورة التحلي بالصبر والأخلاق الحميدة فلا نرد الإساءة بمثلها، فيما سنّ لنا حق الدفاع عن العرض والمال والدين، فاعتبر من مات في سبيل الدفاع عما ذكر سابقاً شهيداً مع الأنبياء والصديقين.
كيف تدافع عن نفسك
معرفة القدرة الذهنية
يجب معرفة قدرة المعتدي الذهنية فهناك أشخاص يتمتعون بسرعة بديهة تمكنهم من تفهم الأمر ببساطة دون بذل أدنى جهد، فيما قد يعاني آخرون من صعوبة الفهم بحيث يتطلب إيصال المعلومة إليه مزيداً من الجهد والصبر، وبالتالي يجب تجنب استخدام العبارات المسيئة.
معرفة المستوى الثقافي
يجب معرفة المستوى الثقافي للمعتدي لمعرفة انتقاء الألفاظ المفهومة السلسلة بما يتناسب مع مستواه التعليمي، وخلفيته الثقافية، فلا يجوز مثلاً انتقاء ألفاظ لغوية بليغة عن الحديث مع شخص أمّي، فهذا من شأنه أن يضعف موقفك، ويجعل الحديث غير ذي جدوى بينكما.
معرفة المستوى الاجتماعي
يجب معرفة المستوى الاجتماعي الطبقي من حيث الفقر والغنى، فلا يجوز جرح الفقير وإهانته، ولا يجوز اتهام الغني بالغرور لأنّ هذه نقطة تحتسب عليك فتضطر في هذه الحالة إلى الدفاع عن نفسك مرتين.
إقرأ أيضا:مشاركة النبي في بناء المساجدأخطاء في الدفاع عن النفس
- رفع الصوت: الصوت العالي كما هو معلوم دليل على ضعف الموقف لا كما يعتقد البعض أنّه وسيلة من وسائل القوة والدفاع عن النفس، لا سيما وأنّه يزيد الطين بلة ويجعل الأمور أكثر تعقيداً، فكلّ شيء يمكن حله بالروية والهدوء وضبط الأعصاب، ووصى الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في الحديث الشريف حيث قال: (ليسَ الشَّديدُ بالصُّرَعةِ، إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ) [صحيح].
- الافتراء: يقصد بذك إلقاء اللوم والتهم على الطرف الآخر دون وجه حق، وفي هذا خطأ كبير وعلاج للظلم بظلم أكبر منه.
- الشتم والسب: هذا خطأ فادح يتسبب في مشاكل كبيرة خاصة إذا تلفظ أحذ الظرفين بألفاظ نابية في ما يخص العرض والشرف، فالمسلم ليس طعاناً ولا لعّاناً ولا بذيئاً، ولا فاحشاً، بل عليه عليه أن يصون لسانه ليكون حصاناً له.
- استخدام الأدوات الحادة: يجب عدم استخدام الأدوات الحادة حتى لو من باب تهديد الطرف الآخر، ففي لحظة الغضب قد يفقد الإنسان وعيه وتسيل الدماء، فيجب على المرء قبل كل شيء أن يسأل نفسه عن الثمن الذي سيدفعه مقابل ما يفعله، وقد تكون النتيجة خسارة الدنيا والآخرة، والإنسان العقلاني يفضل خسارة الدنيا مقابل كسب الآخرة.