قال أهل العلم أن مقام الرضا هو أعلى مقامات الإحسان وهو أن ترضى عن الله ويرضى الله عنك لكي نكون أهل لرضا الله عنا، نرضي بأوامره ونواهيه وحدوده وبما يقدره عليك من البلاء والمحن والمصائب وإفراده وحده بالعبادة والطاعة والبعد عن كل صور الشرك به والذنوب والمعاصى لكي يرضى الله عنك وتفوز بالجنة وتنجو من النار، قال تعالي :” وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم” (التوبة:72).
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الرضا من أعلى المراتب الإيمانية وسبب لسعادة المسلم في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟)، فقال أبو هريرة: فقلت أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمسا، وقال: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) رواه أحمد والترمذي، فالسعادة الحقيقية كما بينها الحديث الشريف في الرضا بما قسمه الله لك وقضائه وقدره والرضا بما قدره لأن قضائه كله خير سواء عرف الإنسان أو لم يعرف.
إقرأ أيضا:تركتُ الصلاة لاهيا.. وعدت لها متلهفا!علامات رضا الله عن العبد
ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات القرآنية وكذلك الأحاديث النبوية التي تبين علامات رضي الله سبحانه وتعالى عن عبده ونعرف من خلالها هل الله راضٍ عنا أم لا:
الابتلاء بالمصائب والأمراض في الدنيا دليل على رضا الله سبحانه وتعالى للعبد ومحبته له فإذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وجعلها سبباً فى تكفير الذنوب والسيئات وإذا أراد به الشر أمهل له واستدرجه حتى يوافي به يوم القيامة، والمؤمن يبتلى على قدر دينه وأشد الناس بلاء هم الأنبياء.
من علامات رضا الله عن العبد محبة الناس له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا أحب الله عبداً نادى جبريل فقال : إني أحب عبدي فأحبوه ، فينوه بها جبريل في حملة العرش فيسمع أهل السماء لفظ حملة العرش ، فيحبه أهل السماء السابعة ، ثم سماء، حتى ينزل إلى السماء الدنيا ، ثم يهبط إلى الأرض ، فيحبه أهل الأرض “.
التوفيق إلى الطاعة والأعمال الصالحة وهي أفضل علامات رضا الله عن العبد وأن يرزق الله العبد هداية التوفيق في كل ما يقوم به من أعمال ويتقرب إليه، فلا يفعل إلا ما يرضى الله جل جلاله، فينتقل العبد بهذه الهداية من طاعة إلى طاعة ومن ذكر إلى ذكر، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت”رواه الترمذي.
من علامات رضا الله عن العبد أيضاً الابتعاد عن المحرمات والمعاصي والانشغال بالأعمال الصالحة وبذكره عز وجل، قال تعالى : ” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ” (العنكبوت:69).