عدم التعجل في استجابة الدعاء
يجب على المسلم أن يحسن ظنه بالله تعالى، وأن يعلم بأنّ الله عز وجل قريب من عباده رؤوف رحيم بهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ يقولُ : أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني)،[١]فحسن الظن بالله قربة يتقرب بها المسلم من ربه، حيث تفتح له أبواب الرزق، والخير، والتيسير، والرحمة؛ لأنّ الله تعالى يعاملنا على حسن ظننا به، وتفكر المسلم في رحمة الله تعالى يزيده توفيقاً وقرباً منه، فمن مظاهر توفيق الله عز وجل للمسلم أنّه يعرفه على أصحاب الدعوة المستجابة، ويدله على طريق الخير، ويسهل له أمور الدين والدنيا، ويميزه عن الباقين الذين لا يعرفون طريقاً إلى الله تعالى، فمعرفة المسلم بذلك تزيده ثقة بالله تعالى.
كما أنّ استجابة الدعاء لا تعني الاستجابة الفورية، بل إنّ الله قد يدخرها للمسلم إلى يوم القيامة، أو قد يدفع عنه مصيبةً في الدنيا، و يجب على المسلم ألّا يقنط من رحمة الله تعالى، فيجب عليه الإلحاح على الله عز وجل بالدعاء؛ فالدعاء عبادة يظهر فيها فقر المسلم لله تعالى، ويجب عدم التعجل في استجابة الدعاء؛ فاستجابة الدعاء هو فضل من الله تعالى يمن به على عباده المقبلين عليه، ولا علاقة له بكثرة الأعمال، كما لا يلزم منه إعطاء السائل ما سأل، فعلى المسلم أن يكثر من الدعاء لله تعالى بنفسه، أو يطلب من غيره الدعاء له.[٢]
إقرأ أيضا:دعاء يحفظك من موت الفجأةالتأدب في الدعاء
يجب على المسلم أن يدعو ربه؛ لأنّه متعبد بذلك ومفتقر كلّ الافتقار إلى الله عز وجل، فهو لا يستغني عن لطفه ورحمته، كما أنّه بحاجةٍ إلى الدعاء دائماً، وعندما يدعو الإنسان يجب عليه أن يلتزم بما أمر به الله عز وجل، فعندما يدعو ربه يجب أن يظهر عليه الخنوع والخضوع، والخشوع والذل والانكسار، وأيضاً يجب أن لا يدعو دعاء المدلي على ربه، أو دعاء من يخاطب إنساناً مثله، أو ممن هو دونه، إنّما عليه أن يتضرع إلى ربه جلّ جلاله.[٣]
شروط استجابة الدعاء
هناك عدّة شروط لاستجابة الدعاء لا بدّ من توافرها، وهي كما يأتي:[٤]
- الدعاء لله وحده لا شريك له بصدقٍ وإخلاص؛ لأنّ الدعاء عبادة.
- ألّا يدعو المرء بإثمٍ أو قطيعة رحم.
- أن يدعو بقلبٍ حاضر، موقن بالإجابة.
أسباب استجابة الدعاء
هناك عدّة أسباب تجعل الدعاء مستجاب، وهي كما يأتي:[٤]:
- افتتاح الدعاء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختمه بذلك.
- رفع اليدين.
- عدم التردد، بل ينبغي للداعي أن يلح على الله.
- تحري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند الإفطار من الصيام.
- أكل الطيبات واجتناب المحرمات