علاقة الإنسان بربه
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسنِ تقويم، وأنزل عليه من أسباب السّعادة والبقاء ما يجعله شاكراً حامداً طوال حياته، وكان وما زال يحميه ويحرسه ويُبعد عنه أفعال الشّيطان ما دام عابداً لوجهه الكريم، وما دام متوكّلاً عليه، فهو الرّحمن الرّحيم بعباده، وهو يحبّ عبده الصّالح ويريده أن يتقرّب منه ولا يلجأ لسواه، فما على العبد أن يفعل ليرضي ربّه؟ وما الأعمال الّتي تقرّبه من ربّه؟
كيفيّة التقرّب من الله
خلقنا الله سبحانه وتعالى لهدفٍ سامٍ، ألا وهو عبادته وشكره وحمده على نعمه، والتّقرّب إليه بالأعمال الصّالحة، ونشر الخير بين النّاس، ومن هذه الأعمال نذكر:
- الصّلاة: الصّلاة عمود الدّين، وهي حلقة وصلٍ بين العبد وربّه، فبصلاتنا وخشوعنا نحسّ أنّنا واقفون أمام ربّنا، وبصلاتنا تقرّبٌ من الله سبحانه وتعالى، فهي من أهمّ الفرائض الّتي أنزلها الله علينا، وهي من أوّل ما سنُسأل عنه يوم القيامة، فإذا أردنا التّقرّب من الله سبحانه وتعالى، علينا البدء بأهمّ عملٍ عنده، على أن تكون الصّلاة بوقتها، فإذا سمعنا المؤذّن يُنادي للصّلاة، علينا بترك كلّ ما يُشغلنا، والتوجّه إلى ربّ العباد.
- الدّعاء: كان وما زال الدّعاء سلاح المؤمن، فكما وعدنا الله أنّه مستجابٌ ولو بعد حين، ووعدنا كذلك أنّه قريبٌ من عباده الّذين يدعونه، ويستجيب لهم بإذنه، فللدّعاء القدرة الهائلةُ على تحسين سير وقائع حياتك، لذا فلنستغلّ هذه النّعمة ونتقرّب من ربّ العباد بدعائه والاستعانة به وحده، ولنجعل بيننا وبينه أسراراً لا يعلمها إلّا هو، فالله يحبّ عبده الشّاكر والطّالب.
- مساعدة المحتاجين يحبّ الله عبده الّذي يهمّه أمر أخيه، فرزقنا ومالنا ملكٌ لله ومن نعمه علينا، وعلينا أن نشاركه مع المحتاجين والفقراء من معارفنا، فهو من أفضل الأعمال الّتي تجعل ربّنا راضياً عنّا وتقرّبنا منه، وليس ذلك فحسب بل وتبارك برزقنا وتزيده، فهي من أفضل أنواع التّجارات.
- نشر الدّعوة: يجهل الكثير من النّاس بأمر الإسلام، وأخذوا عنه فكرةً خاطئةً بسبب وسائل الإعلام الضّالّة، لذا من واجبنا كمسلمين أن نسعى للتّقرّب من ربّنا، ونشر الصّورة الحقيقيّة لديننا الحنيف، واستغلال وسائل التّكنولوجيا الّتي أخذت معظم وقتنا لهذه الغاية، ونحبّب الآخرين بديننا وبنبيّنا بأخلاقنا وأعمالنا السّمحة، ليرضى عنّا الله ونتقرّب إليه.
- رضا الوالدين: أعطى الله سبحانه وتعالى الوالدين منزلةً عظيمةً في حياة العبد، فبرضاهما يرضى عنّا الله، وبغضبهما منّا وعقّنا لهما، تسوء أمور حياتنا ولا نُوفّق، فإذا أردنا أن يرضى الله عنّا، وأن نتقرّب منه، علينا السّعي جاهدين لإرضاء والدينا ولرعايتهما كما رعيانا في صغرنا، فهما خيرُ طريقٍ للتّوفيق وللدّعاء المستجاب، فدعوةٌ من قلب أمٍّ راضيةٍ كفيلةٌ لتفتح لنا أبواباً ظننّا أنّها خُلقت دون مفتاح، وتنهيدة قلب والدٍ مكسورٍ وحزينٍ بسبب عقوقنا كفيلة لسدّ كلّ أبواب الخير علينا، وفي تلك الحالة لن ننعم برضا الله وبالتّقرّب منه.