صلاة الضحى
فرض الله تعالى على عباده المسلمين خمس صلواتٍ في اليوم والليلة ليصّح إسلام الواحد منهم، ولكن يمكن لهذا العبد أن يكسب المزيد من الأجر والثواب والتقرّب إلى الله تعالى بأداء النوافل التي حرِص الرسول صلى الله عليه وسلَّم على تأديتها مثل صلاة الضحى والتي تسمى بصلاة الأوابين؛ لأن الناس في هذه الفترة يكونون منصرفين إلى أعمالهم والالتهاء بأمور دنياهم إلا الذين يحرصون على تأديتها فيدلّ ذلك أنهم أوابون
حكمها ووقتها
سنة مؤكدة، فقد حرِص الرسول صلى الله عليه وسلَّم على أدائها وحث أصحابه أيضاً على المحافظة عليها، وقد سميت صلاة الضحى بصلاة الإشراق؛ لأنّ وقتها يبدأ بعد شروق الشمس وارتفاعها في السماء، ويستمرّ وقتها إلى ما قبل دخول وقت صلاة الظهر، وتحديداً يبدأ وقتها بعد شروق الشمس بربع ساعة ويستمر إلى ما قبل صلاة الظهر بعشر دقائق.
يُفضَّل تأديتها عند اشتداد الحرارة على الأرض حيث قال صلى الله عليه وسلَّم :”صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”رواه مسلَّم ، والفصال هي أولاد الإبل.
عدد ركعاتها
أخرج مسلَّم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله”، أقل عددٍ من الركعات في صلاة الضحى ركعتان ولم يُحدّد سقفها، فقد كان الرسول يصليها أربعاً في العادة، وعندما فتح مكة صلاها ثماني ركعات، ويمكن أن يصليها المسلم اثنتي عشرة ركعة، وكلما زاد؛ زاد أجره، فالله يجزي العبد حسب عمله.
إقرأ أيضا:كم ركعة صلاة قيام الليلكيفية تأديتها
تؤدى صلاة الضحى كسائر الصلوات المفروضة بنفس الشروط والأركان والواجبات، وما يخل بالصلاة العادية يخل بصلاة الضحى.
فضلها
- عندما يُقسِم رب العزة بشيء فذلك يدل على فضله وعظمته؛ وقد أقسم الله تعالى بالضحى في سورة الضحى، وهذا يدلّ على أهمية هذا الوقت من النهار، فهناك من فسّر أن المقصود هو النهار لأنّه ذكره بعد الليل، وهناك من فسّر الضحى بالفترة بعد طلوع الشمس وقبل الزوال، وفي كل الأحوال فإنه يقع في النهار، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلَّم يصلي في هذه الفترة صلاة الضحى.
- تسد صلاة الضحى الصدقة عن جميع مفاصل الجسم، فالجسم يحتوي على ثلاثمائة وستون مفصلاً وكل مفصل يلزمه صدقة شكراً لله تعالى على هذه النعم، وصلاة الضحى تسد الصدقة عنها جميعاً.
- من صلى اثني عشر ركعة من صلاة الضحى فإن الله تعالى يبني له بيتاً في الجنة، جاء حديث عن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: “من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصراً في الجنة” قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: “وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها