أهميّة الصلاة
تعدّ الصلاة عمود الدين، والركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وتظهر في الصلاة أعظم مظاهر العبادة، حيث يضع العبد أعظم أعضائه؛ خضوعاً وذلاً لله تعالى، ولا يضعها لأحدٍ غيره، كما أنّها تطهّر العبد من الذنوب والمعاصي، وتجدّد الصلة بين العبد وربّه، وتذكّر النفس بلقاء الله تعالى يوم القيامة، والنظر إلى وجهه الكريم، كما أنّها محطةٌ روحيّةٌ للعبد؛ ليستمر في طريق رضا الله، أو البعد عن المعاصي والذنوب، والتوبة والرجوع إلى الله، وهي عباةٌ تنهى عن الفحشاء والمنكر من الأقوال والأفعال؛ حيث قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ)،[١] كما أنّ الصلاة تساعد العبد على تنظيم وقته، وإعادة النشاط الذهنيّ والجسميّ.[٢]
إقناع صديقٍ بالصلاة
يجب على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ ألّا يتوانوا في نصح من حولهم بالصلاة، وخاصّةً الزملاء والأصدقاء؛ حيث قال الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)،[٣] ومن الأمور الواجب التذكير بها عند النصح بالصلاة، ما يأتي:
- إنّ ترك الصلاة من الأمور التي تُخرج المسلم عن دينه، وإن كان ناكراً لوجوبها وفرضيتها؛ فإنّه كافرٌ بإجماع العلماء، وبالمقابل فإنّ من يحافظ على أداء الصلاة يكون من أهل الفردوس الأعلى في الحياة الآخرة، كما أنّ المحافظة على الصلاة تعدّ سبباً من أسباب الاستقامة للعبد في الحياة الدنيا، والحفاظ عليها حفاظٌ على الدين.[٤]
- إنّ الغاية من خلق الإنسان عبادة الله تعالى، ومن أعظم العبادات: الصلاة؛ فهي عمود الدين، وهي الحائل بين الإيمان والكفر بالله تعالى، حيث ورد عن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه قال: (لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، وتوعّد الله تعالى من تركها بالعذاب الشديد والويل يوم القيامة، والويل: هو وادٍ في جهنم، بينما المحافظ على أداء الصلاة موعودٌ بدخول الجنّة، على خلاف من لم يحافظ عليها، والنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يعرف أمّته يوم القيامة بالغرّة والتحجيل، والغرّة: هي البياض في الوجه، والتحجيل: هو البياض في اليدين والرجلين.[٥]
- إنّ الصلاة من أعظم الأسباب التي توصل إلى الطمأنينة والسكينة والراحة للقلب والنفس؛ حيث كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقول للصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه: (يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها)،[٦] كما أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتوجّه إلى الله تعالى بالصلاة عندما يصيبه الهمّ أو الضيق؛ ممّا يدلّ على أنّ الصلاة ممّا يُستعان به على تفريج الهموم والكروب والمصائب.[٥]
- يجب على تارك الصلاة أن يستعين بالله تعالى، ويُقبل عليه بالدعاء وطلب الهداية إلى الصلاة، والاستعاذة به من الشيطان، ومن الكسل والعجز والفتور، مع الابتعاد عن كلّ ما يبعد عن الصلاة، مع دعاء ربّ العالمين أن يُمدّه بالقوة الدافعة للحفاظ على أداء الصلاة في أوقاتها، مع الإكثار من قراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، واستغفاره، والصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.[٥]
الحثّ على صلاة الجماعة
ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ لصلاة الجماعة فضلاً عظيماً وأجراً كبيراً، ومنزلةً رفيعةً عند الله تعالى، ومن الأحاديث التي وردت في ذلك، قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (صلاةُ الرجلِ في الجماعةِ تُضَعَّفُ على صلاتِه في بيتِه، وفي سُوقِه، خمسًا وعشرين ضِعفًا)،[٧] حيث يدلّ الحديث السابق على أنّ ثواب الذي يصلّي جماعةً يزيد عن ثواب المنفرد، كما أنّ النبيّ خصّ صلاتي الفجر والعشاء بالذكر؛ ليعُرف المنافق من غيره؛ إذ إنّ الفجر والعشاء تؤدّيان في ظلامٍ، ولا يرى أحدٌ من المصلّين الآخر، كما أنّ المنافق يرغب بالراحة بعد العمل في النهار الطويل صيفاً، كما أنّه يرغب بالنوم فجراً خاصّةً أنّ وقت الليل قصيرٌ في الصيف، كما أنّ ليل الصيف أبرد في آخره من أوله، بينما يرغب المنافق بالدفء والراحة في ليل الشتاء، ويشتدّ البرد في آخر الليل ممّا يجعله يركن إلى الفراش الدافئ و الراحة، وممّا ورد في حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على أداء صلاتي الفجر والعشاء قوله: (من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ)،[٨] وذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ درجات المسلم في الجنّة تلعو وترتفع بكثرة الذهاب إلى المسجد والإياب منه، ويَكْمل إسلام المرء وإيمانه بالمحافظة على صلاة الجماعة.[٩]
إقرأ أيضا:كيف تكون الدعوة إلى الله