صلاة النوافل
صلاة النوافل أو الرواتب أو السنن هي الصلاة التي تزيد عن الفريضة، لا أذان لها ولا إقامة، وليست مخصوصة بزمان معين، أما مكانها فتصح بشكل فردي في المسجد أو في المنزل، وحكمها سنة مؤكدة؛ يثاب فاعلها ولا يؤثم تاركها، وهي من العبادات التي تقرب المسلم من ربه جل وعلا، فيجازيه تبارك وتعالى بخيري الدنيا والآخرة.
روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه) [صحيح البخاري]
عدد ركعات صلاة النوافل
لم يقيد الله سبحانه وتعالى عباده بعدد ركعات معين لصلاة النافلة؛ كالقيام، والتهجد، والتراويح، والضحى، فإنما هي تطوع، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يلتزم بأدائها في كل مرة بنفس العدد، فكان يطيل أحياناً ويقصر أحياناً أخرى، ولكن أقلها اثنتان، بينما حدد عدد ركعات بعض النوافل؛ كالصوات الخمس، وإن زادت عن ذلك فأفضل كيفية لأدائها مثنى مثنى يتم التسليم بينهما.
إقرأ أيضا:تعلم صلاة الاستخارةأنواع صلاة النوافل
تتعدد انواع صلاة النافلة؛ فمنها نفل مقيد بوقت، مثل: صلاة الوتر، وصلاة القيام، وصلاة الضحى، وصلاة التراويح، وصلاة التهجد، أو نفل مقيد بسبب، مثل: صلاة الاستسقاء، وصلاة الحاجة، وصلاة الاستخارة، أو نفل مطلق غير مرهون بزمان ولا حادثة؛ مثل: صلاة التطوع، وفيما يأتي بعض التفاصيل حول كل صلاة:
- سنن الصلوات الخمس: وتكون ركعتا سنة قبل الفجر، وركعتان قبل الظهر، وركعتان بعد الظهر، وركعتان بعد العصر، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، أي أن عددها 12 ركعة.
- صلاة الوتر: وهي الصلاة التي تُؤدى عقب سنة العشاء، أقل ركعاتها واحدة وأكثرها خمسة، والجدير ذكره أن صلاة الوتر تعد من قيام الليل.
- صلاة الضحى أو الشروق أو الأوابين: وهي الصلاة التي تُؤدى عقب إشراق الشمس إلى ما قبل أذان الظهر بنحو ربع ساعة، وذهب الأئمة الثلاثة الحنبلي والمالكي والشافعي أن أقلها اثنتين، وأتمها ثمانية، بينما رأى المذهب الحنفي أن أكثرها ست عشرة ركعة.
- صلاة التراويح: وهي الصلاة التي تُؤدى في ليالي شهر رمضان فقط بين سنة العشاء ووتره، ويتراوح عدد ركعاتها ما بين ثمانٍ إلى عشرين.
- صلاة التهجد: وهي الصلاة التي تُؤدى في جوف الليل بعد الاستيقاظ من النوم، فقد قال الحجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه: يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد أن يصلي الصلاة بعد رقدة، ولم يحدد عدد ركعاتها، غير أن أقلها اثنتان.
- صلاة الاستسقاء: وهي صلاة جماعية تُؤدى ركعتين عند انقطاع المطر، حكمها فرض كفاية؛ أي أن قيام أحدهم بها يرفع الكلفة عن بقية القوم.
- صلاة الحاجة: وهي الصلاة التي تؤُدى لطلب أمر دنيوي من الله تعالى، وهي عبارة عن ركعتين لا يزاد عليها، ويستحب فيهما قراءة سورة يس.
- صلاة الاستخارة: وهي ركعتان من الصلاة، تُؤديان عند الشعور بالحيرة تجاه أمر ما، فيلجأ المسلم إلى ربه كي يلهمه اختيار الخير.
- صلاة التطوع: وهي الصلاة التي تُؤدى تطوعاً لله تعالى، وغير مخصوصة بزمان ولا مكان ولا عدد.