زكاة الفِطر
أوجب الله سبحانه وتعالى الزَّكاة على عباده وجعلها رُكناً من أركانِ الإسلام؛ فيُعاقب تاركها في الدُّنيا والآخرة، ومن أصناف الزَّكاة الواجبة زكاة الفِطر التي تَلي مباشرةً شهرَ الصِّيام؛ فهي واجبةٌ على كُلِّ مسلم – الذَّكر والأنثى، الحرَّ والعبد، والكبير والصَّغير، كما تُخرج عن الجنين- إذا امتلك زيادةً عن قُوتِه وقوت عياله – أيّ طعامه وطعام عياله – ليلة العيد ويومه.
سُميت زكاة الفِطر بهذا الاسم لأنَّ ترك الصِّيام والإفطار هو سببٌ لِدفعها لمسّتحقيها، وقد وأشار القرآن الكريم إلى زكاةِ الفِطر، ووصف من فعلها بالمُفلح، قال تعالى: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى }.
مقدار زكاة الفِطر
المقدار الواجب في زكاةِ الفِطر عن الشَّخص الواحد سواءً كان ذكراً أم أنثى بالغاً أم صغيراً صاعٌ نبويٌّ من الطَّعام المتداول بين أهل البلد – أي من المادة الأساسية لتحضير الطَّعام في البلد – كالذُّرة، والأرز، والشَّعير، والقمح، وغيرها حسب كلِّ بلد؛ ففي بعض البلاد تكون المادة الرئيسية هي اللبن، أو اللحم، أو السمك.
الصَّاع النَبويّ يُعادل في المقاييس الحديثة كِيلان اثنان ورُبع من مادة الزَّكاة، وتُخرج زكاةُ الفِطر يومَ العيد قبل صلاة العِيد؛ لذلك يُستحب تأخير صلاة العيد لإتاحةِ الفُرصة للنَّاس لتوزيع زكاتهم، فَدفع الزَّكاة بعد صلاة العيد صدقةٌ، ويأثم من فعل ذلك لمخالفته أمر وفعل الرَّسول -صلى الله عليه وسلم -، كما يجوز تقديمها عن يوم العيد بيومٍ أو يومين، كما يجوز إعطاء الواحد ما يكفي للجماعة، وإعطاء الجماعة ما يكفي الواحد.
إقرأ أيضا:نسبة زكاة المالمسائلٌ في زكاة الفِطر
شُرِعتْ زكاةُ الفِطر كي تجبر ما شابَ صومُ المسلم من النَّقص بسبب التَّقصير في العبادة أو بسبب الشَّتم والسَّب أو غير ذلك من الأسباب، كما شُرعت لجبرِ خواطرِ الفقراء والمساكين والمحتاجين في ليلة العيد ويومه؛ فالإسلام دِينُ التَّشارك والمؤاخاة، وفيها شُكرٌ للهِ تعالى على إتمام الصَّوم، ودعاءٌ لله بأنّ يكون صياماً مقبولاً وذنباً مغفوراً.
- يُستحبّ إخراج المادةِ الغذائيةِ بشكلها الأصلي؛ أي لا يُحبّذُ إخراج القمح خُبزاً أو طحيناً؛ فالقمح أطول بقاءً من كليهما، ويُستخدم لأغراضٍ عدَّة.
- يجب التأكدُ والحرصُ على وصولِ الزَّكاة إلى مُستحقّيها في الوقتِ المحدّدِ قبل صلاةِ العيد، خاصّةً إذا لم يَتمكّن الإنسان من دَفعها لِمستحقيها باليد وإنَّما عبر وسيط.
- اختلف علماء المسلمين حول دَفع مقدارِ زكاة الفِطر نقداً بما يُعادل قيمةَ الصَّاع النَبويّ من المادة الغذائيّة، ولكنْ في الوقت الحاضر غالبيّة العلماء في معظم مناطق الإسلام أجازوا ذلك.
- يَلزم المسلم إخراج زكاة الفِطر عن نفسه وعمّن يَقعون تحت مسؤوليته كالزَّوجة، والأبناء، أو الأقارب الذين يَعولُهم، أو الخدم.