حساب الزكاة

فوائد الزكاة على الفرد والمجتمع

تعريف الزكاة

  • الزكاة لغة: الزكاة في اللغة العربية من الجذر الثلاثي “زكي”، وهي تعني في اللغة البركة، والطهارة، والصلاح، والصفوة، وسميّت الزكاة بهذا الاسم لأنّها تزيد المال الذي أخرج منها، وتبارك فيه؛ يقول الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ الله ليربي لأحدكم صدقته كما يربي أحدكم فلوه”.
  • الزكاة اصطلاحاً وشرعاً: وهي تعني بالمعنى الشرعي في الدين الإسلامي الحصّة المالية التي يجب دفعها للمستحقين لها، وهي المال المخصّص للفقير من أموال الغني غير المحتاج، وهي المال المؤدّى حقه.

حكم الزكاة في الإسلام

لقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تدلّ على مشروعية وواجب أداء الزكاة وإقامة حقها على الغني المقتدر، ومن ذلك ما ورد في سورة المعارج، حيث يقول سبحانه وتعالى: “وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ”، كما ويقول في سورة المؤمنين: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ”. كما وقد كانت من شروط الميثاق بين الله جلّ وعلا وبني اسرائيل كما في قوله تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ”. وأداء الزكاة واجب على كل مسلم مقتدر، وقد اقترن أداؤها دائماً في الصلاة في أكثر من ثمانين آية قرآنية، للدلالة على أهميّة أدائها.

إقرأ أيضا:مفهوم الزكاة وحكمها

الأشخاص الواجبة عليهم الزكاة

  • تجب الزكاة على الأموال التي تكون لك ملكاً خالصاً، وأن تبلغ النصاب المحدّد للزكاة، وعلى أن تزيد عن حاجتك الأصليّة، وأن يحول عليها الحول الكامل، وأن لا تكون قد زكيّت بها سابقاً، ومن الأموال التي يجب أن تزكّي بها النعم، والذهب والفضة التي حال عليها الحول، وأموال التجارة، والزروع، والمعادن، والثمار، والركاز، والحلي بكل أنواعها.

مصارف الزكاة

تجب الزكاة على ما تسمّى “مصارف الزكاة”، وهي الجهات التي يجب أن تصرف لها الزكاة، وهي محدّدة في الآية الكريمة بثمانية مصارف، يقول عزّ وجلّ في سورة التوبة: “إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”؛ إذن فإنّ الزكاة تجب على الفقراء، والمساكين، والعاملين عى شؤون الزكاة، والمؤلّفة قلوبهم وهم من دخلوا حديثاً في الإسلام لزيادة حبّه في قلوبهم، أو من نريد أن نستميلهم إلى الإسلام ليكفّوا شرّهم عنه، وكذلك تجب على العبيد والرقاب والإماء ليصبحوا أحراراً، وأيضاً على الغارمين ممّن تراكمت عليهم الديون، وعلى المجاهدين في سبيل الله تعالى، وكذلك على أبناء السبيل المسافرين الذين انقطعوا عن بلادهم لا مال لديهم للعودة لوطنهم.

ما هي تأثيرات الزكاة الإيجابيّة

فوائد الزكاة على الفرد

  • يكون المسلم عن طريق أدائه للزكاة قد أدّى الركن الثالث من أركان الإسلام التي لا يصحّ إسلامه إلّا بها.
  • الزكاة تقرّب بين العبد وربه، وتزيد من إيمانه.
  • لأداء الزكاة أجر عظيم عند الله تعالى، يقول تعالى في سورة البقرة: “يمحق الله الربا ويربي الصدقات”، كما ويقول رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم: ” من تصدّق بعدل تمرة -أي ما يعادل تمرة- من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيّب، فإنّ الله يأخذها بيمينه ثم يربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل، وقد روي هذا الحديث في الصحيحين مسلم، والبخاري.
  • الزكاة صدقة يمحو بها الله الذنوب والمعاصي والخطايا، يقول النبي صلوات الله عليه: “الصدقة تطفىء الخطيئة، كما يطفىء الماء النار”.
  • الزكاة تنمّي في نفس المسلم الكرم، والسخاء، والسماحة.
  • تزرع في نفس المسلم الرحمة، والعطف على غيره من المسلمين، ليكون رحيماً رؤوفاً بهم.
  • أداء الزكاة بحقها تزرع السكينة والطمأنينة في نفس المسلم، وتشرح صدره، وتحبّب خلق الله به.
  • تطهّر نفس الإنسان من الأخلاق الدنيئة غير المحبوبة، كالبخل، والشحّ، وغيرها؛ يقول تعالى في كتابه العزيز: “وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ ءَاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَْرْضِ”.
  • أداء الزكاة سبب من أسباب دخول الجنة، وقد بشّرنا رسولنا الكريم في ذلك في حديثه المرويّ عن أبي مالك، يقول صلوات الله عنه: “إنّ في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدّها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام”
السابق
مقدار زكاة الذهب
التالي
من هم الغارمون الذين يستحقون الزكاة