الرواة وعلوم الحديث

عدد الأحاديث عن أبي هريرة

وصلت إلينا أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدايةً بحفظِ الصحابة -رضي الله عنهم- لها وكتابتها في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكل ما وصل إلينا يُعزى إليهم فيما بذلوه وحرصوا على نقله إلينا، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- لا يفوتهم حديث أو فعل للنبي -صلى الله عليه وسلم- إلا فهموه وحفظوه، ومن الصحابة من كان له روايات أكثر من غيره، وقد تفاوت الصحابة -رضي الله عنهم- في الرواية، ويرجع ذلك لسببين: تفاوت قدرتهم في الحفظ، وتفاوت المدة الزمنية في ملازمة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فمن المُكثرين روايةً عنه -صلى الله عليه وسلم- أبو هريرة -رضي الله عنه- وهو أكثرهم، مع أن فترة ملازمته للرسول لم تتجاوز أربع سنوات، فقد أسلم في فتح خيبر سنة سبع من الهجرة، ولازم النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- إلى آخر حياته، فكان يسير معه ويدخل بيته ويرافقه في غزواته وإقامته وسفره، ليله ونهاره، حتى تشرَّب منه العلم الغزير الطيب.

عدد الأحاديث عن أبي هريرة

بلغ عدد الأحاديث التي رويت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- 5374 حديثاً، بحسب ما جمعه الإمام بقي بن مَخْلَدْ في مسنده، وقد روى له الإمام أحمد بن حنبل في مسنده 3848 حديثاً مع المكرر، وروى له الإمام مالك وأصحاب السنن 1609 أحاديث، وروى له الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما 609 أحاديث، اتفقا منها على 326 حديثاً، وانفرد الإمام البخاري برواية 93 حديثاً، بينما انفرد الإمام مسلم برواية 190 حديثاً.

إقرأ أيضا:كم عدد أحاديث اللؤلؤ والمرجان؟

أسباب كثرة أحاديث أبي هريرة

كان أبو هريرة حافظًا مُتقنًا، وعالمًا متبحرًا، دقيقاً في ضبطه ونقله لما يروي، واجتمعت فيه صفتان عظيمتان تكمل إحداهما الأخرى، الأولى سعة العلم وكثرة الروايات، والثانية قوة الذاكرة وحُسن الضبط، وقد رُوي عنه أنه قال: (صحبتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثلاثَ سنينَ، ما كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أعقلَ منِّي ولا أحبَّ إلىَّ أن أَعِيَ ما يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منِّي فيهنَّ)، وقد شهد له الصحابة والتابعون وتابِعوهم بقوة الحفظ وكثرته، حتى قال الإمام الشافعي: “أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْفَظُ مَنْ رَوَى الحَدِيْثَ فِي دَهْرِه”،[٦] وقد اجتمعت عدة أسباب أدت إلى جعلِ أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أكثرَ الصحابةِ روايةً وحفظاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي:

  • محبتهُ الكبيرة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وتعلُّقُه به.
  • دعاءُ الرسول -صلى الله عليه وسلم- له بكثرة الحفظ.
  • ملازمته للنبي -صلى الله عليه وسلم- في معظم أحواله.
  • حرصهُ واجتهادهُ ونشاطه في طلب الحديث وتحصيله.
  • جرأته في سؤالِ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كل شيء.
  • مذاكرته ومراجعته لما حفظ من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • حياته الطويلة، فقد عاش 78 عامًا منحته فرصةً كبيرةً لرواية أكبر قدرٍ من الأحاديث.
السابق
عدد الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم
التالي
شروط الحديث المتفق عليه