أركان الإسلام
ممّا لا شك فيه أنَّ من يدخل الإسلام فإنه يتعلّم أركان الإسلام في البداية وهي شهادة أن لا إله إلّا الله وأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وإقامة الصلاة والالتزام بها، وإخراج الزكاة من الأمول النقدية والعينيّة بمقادير محددةٍ، والحج إلى بيت الله الحرام الواقع في مكة المكرمة، وصوم شهر رمضان المبارك لمن يقدر عليه، وهذه هي الأركان التي تُدخِل المسلم في الدين الإسلامي.
تحتاج هذه الأركان إلى الالتزام بها والقيام بها في جميع الظروف والأحوال حسب الشروط التي حددتها ووضحتها الشريعة الإسلامية، ونلاحظ بأن هذه الأركان هي أفعالٌ ظاهرةٌ يأتي بها المسلم بشكلٍ واضِحٍ.
أركان الإيمان
يحتاج كل مسلمٍ أن يتوّلد لديه الإيمان بعدة أركانٍ ليدخل ضمن دائرة الإيمان وهذه الأركان هي حسب ما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلّم، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: بينما نحن عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً . قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان ؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة ؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال: فأخبرني عن أمارتها ؟ قال: أن تلد الأَمَةُ ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . قال: ثم انطلق فلبثت مليّاً، ثم قال لي: يا عمر، أتدري من السائل ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .
إقرأ أيضا:الفرق بين صلاة الصبح والفجر- الإيمان بالله تعالى؛ فالمسلم عندما يدخل الإسلام فإنّ فطرته السليمة تتجه إلى الاعتراف بوحدانية الله تعالى وبربانيته، وعدم الإشراك به، واللجوء إليه في كل الأحوال وحده، والإيمان بأنه الخالق المدبر لكل شيء، وبأنه القادر على كل شيء والمتصرِف الوحيد فيها، ويعتبر هذا الركن الأساسي في أركان الإيمان وما بقي هو قائمٌ عليه.
- الإيمان بالملائكة؛ فالملائكة من مخلوقات الله تعالى المخفية عنا التي لا يمكننا رؤيتها لذلك؛ فالتصديق بوجودها يحتاج من الشخص الإيمان الصادق بالقلب بوجودهم وبصِفاتهم التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
- الإيمان بالكتب السماوية سواءً كانت على شكل كتبٍ أو صحفٍ، وهي تحتوي على كلام الله عز وجل المنزّل على أحد الأنبياء مثل التوراة والقرآن الكريم.
- الإيمان بالرسل الذين بعثهم الله تعالى برسالته عز وجل، والتصديق برسالتهم واتباعهم في جميع أفعالهم وأقوالهم، فهم لا ينطقون عن الهوى وإنما كل ما ينقلونه هو من عند الله تعالى، وهؤلاء الرسل هم مُرشدوا الناس إلى طريق الهداية.
- الإيمان بوجود اليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي يُحاسِب الله عز وجل فيه الناس على أفعالهم وأعمالهم وأقوالهم ليأخذ المحسِن جزاءه والمسيء عقابه.
- الإيمان بالقدر سواءً كان خيراً أو شراً؛ فأمْر المؤمن كله خير حيث إنّه عندما يحصل له ما لا يحب ففيه الخير الذي لا يعلمه، وعلى المؤمن الإيمان بكل ما يصيبه ويحمد الله عليه