حذيفة بن اليمان العبسي، صحابي جليل ولد في مكة، واشتُهر بأنّه كاتم سرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن النبي عليه السلام أخبره بأسماء عدد من المنافقين وطلب منه أن لا يخبر أحدًا فكان الحذيفة بن اليمان أهلًا لكتم سر النبي -عليه السلام-.
عدد الأحاديث التي رواها حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-
بلغت مرويات الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو مائتين وعشرين حديثاً،[٢] وقد روى له البخاري ومسلم منها نحو خمسةٍ وعشرين حديثاً، اتفقا على اثني عشر حديثاً منها.
فضل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-
كان للصحابي حذيفة بن اليمان دور بطوليٌّ في غزوة الأحزاب، التي كانت من أشد الغزوات التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وذلك حينما أرسله النبي عليه السلام سَرِيةً وحده ليأتيه بخبر الكفار، فكان أهلاً لهذه المهمة في الظروف الصعبة وبالغة التعقيد على المستوى العام للمسلمين وعلى المستوى الخاص به؛ فقد كان من أفقر المسلمين الذين شهدوا تلك الغزوة، ورغم برودة الجو إلا أنه لم يكن يلبس إلا ثوباً قصيراً لم يجاوز ركبتيه.
أحاديث حذيفة بن اليمان في فتن آخر الزمان
روى حذيفة بن اليمان أحاديث عدة في فتن آخر الزمان نذكر منها ما يلي:
إقرأ أيضا:مصطلح الحديث- روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حديثاً مشهوراً في التحذير من الوقوع في الفتن، فقال: (كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، مَخَافَةَ أنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا كُنَّا في جَاهِلِيَّةٍ وشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ علَى أبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَن أجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟ قالَ: فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ علَى ذلك).
- روى مسلم في صحيحه، عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ، فقالَ: أيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الفِتْنَةِ كما قالَ؟ قالَ: فَقُلتُ: أنا. قالَ: إنَّكَ لَجَرِيءٌ! وكيفَ قالَ؟ قالَ: قُلتُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ، ونَفْسِهِ ووَلَدِهِ، وجارِهِ؛ يُكَفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ بالمَعروفِ والنَّهْىُ عَنِ المُنْكَرِ. فقالَ عُمَرُ: ليسَ هذا أُرِيدُ، إنَّما أُرِيدُ الَّتي تَمُوجُ كَمَوْجِ البَحْرِ. قالَ: فَقُلتُ: ما لكَ ولَها يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ إنَّ بيْنَكَ وبيْنَها بابًا مُغْلَقًا. قالَ: أفَيُكْسَرُ البابُ أمْ يُفْتَحُ؟ قالَ: قُلتُ: لا، بَلْ يُكْسَرُ. قالَ: ذلكَ أحْرَى أنْ لا يُغْلَقَ أبَدًا. قالَ: فَقُلْنا لِحُذَيْفَةَ: هلْ كانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ البابُ؟ قالَ: نَعَمْ كما يَعْلَمُ أنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ إنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا ليسَ بالأغالِيطِ. قالَ: فَهِبْنا أنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ مَنِ البابُ؟ فَقُلْنا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ، فَسَأَلَهُ، فقالَ: عُمَرُ).