آدم عليه السلام
إنّ سيّدنا آدم عليه السلام هو أبو البشرية وأول من خلقه الله تعالى من الإنس، وجعل الملائكة تسجد له كما علمه الأسماء جميعاً، وخلق له زوجته حواء ليستأنس بها وأسكنهما في جنته، لكن حذرهما من الاقتراب من شجرة واحدة، إلا أنّهما لما يصغيا لله عز وجل، واستعما لوسوسة الشيطان لهما فأكلا من الشجرة التي أظهرت لهما سوءاتهما، فأنزلهما الله تعالى من الجنة إلى الأرض كعقاب لهما، وبعد أن غفر الله لهما أوكل لسيدنا أدم خلافة وعمارة الأرض لهذا يعتبر سيدنا أدم أول الأنبياء أيضاً.
خلافة سيدنا أدم للأرض
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 30] وهذه الآية هي الدليل والبرهان القاطع على أنّ السبب الأساسي هو خلافة أدم وذريته للأرض، وعمارتها وعبادة الله وتوحيده.
أبناء آدم عليه السلام
بعد أن نزل سيدنا آدم والسيدة حواء إلى الأرض بأمر إلهي، رُزقا بالأبناء بقدرة الله تعالى ولم تُسرد في القرآن الكريم أو السيرة النبوية معلومات وافية عن عدد أبناء سيدنا آدم فقصة قابيل وهابيل هي فقط المذكورة في القرآن، إلا أنّ جمهور العلماء يتفق على أنّ سيدنا آدم أنجب الكثير من الأولاد بدليل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، إلا أنّ العلماء اختلفوا في تحديد عدد الأبناء، وما يصدر عن العلماء من ترجيحات وأرقام ما هي إلا تخمينات والله أعلم بها.
إقرأ أيضا:شروط ذبيحة العقيقةقصة قابيل وهابيل
وُلد كلّ من قابيل وهابيل ببطنين مختلفين، حيث كانت السيّدة حواء تضع توأماً في كل مرة تلد فيها، وكان كلّ بطن فيه ذكر وأنثى، فأمرهما الله بتزويج كلّ ذكر لأنثى البطن الآخر، إلا أنّ قابيل كان يريد أن يتزوج أخته التي أتت معه بالبطن نفسه، ولم يوافق على تزويجها لهابيل، وأخبر سيدنا آدم بنيته، فطلب منهما تقديم قربان لله تعالى ومن يتقبل الله قربانه سيتزوج من الفتاة.
تقبل الله تعالى قربان هابيل فملأ البغض قلب قابيل وقتل أخيه هابيل وهو نائم، وكانت عملية القتل هذه الأولى على وجه الأرض، وبهذا فإنّ أول من سن القتل على الأرض هو قابيل الذي، لم يعرف ماذا يفعل بقابيل الذي قتله، وبعد أن اعتصره الندم رأى غرابين يتشاجران، فقتل أحدهما الآخر فحفر الغراب حفرة بمنقاره ليلقي بها الغراب الميت، وهال التُراب عليه حتى أخفاه، فقلده قابيل ودفن أخاه.
إقرأ أيضا:كيف دخل الإسلام تركيا