عبودية الخلق لله([1])
تنقسم عبودية الخلق لله إلى ثلاثة أقسام:
1_ عبودية عامة:ويشترك فيها كافة الخلق؛ برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم.
قال _ تعالى _:[إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً](مريم: 93).
فهذه عبودية الربوبية فالخلق _ بهذا الاعتبار _ كلهم عبيد لله مربوبون له.
2_ خاصة:وهي عبودية الألوهية، وهي عبودية عباد الله الصالحين وهم كل من تَعبَّد لله بشرعه، وأخلص في عبادته.
قال _ تعالى _:[وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً](الفرقان: 63).
ولهذا أضافهم إلى اسمه إشارة إلى أنهم وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته، وهذه إضافة التشريف.
3_ خاصة الخاصة:وهي _ أيضاً _ عبودية الألوهية، وهي للأنبياء والمرسلين الذين لا يباريهم ولا يدانيهم أحد في عبادتهم لله، قال _ تعالى _:[وَاذْكُرْ عِبَادَنَا](ص:45)، وقال عن نوح:[إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً](الإسراء: 3)، وقال عن داود _ عليه السلام _: [وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ](ص: 17)، وقال عن محمد “:[سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ](الإسراء: 1)، وقال:[وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً](الجن: 19).
—————-
([1]) انظر القول المفيد 1/28_29.