الرواة وعلوم الحديث

شروط الحديث المرفوع

الحديث المرفوع يُطلق على كلّ ما أُضيف إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صفةٍ خَلقيةٍ أو خُلقيةٍ، دون إلى صحة السند (سلسلة الرواة) أو عدم صحّته، أو اتصاله أو انقطاعه.[٢]

شروط الحديث المرفوع

لا يُحكم على الحديث بأنّه حديثٌ مرفوعٌ صحيحٌ ولا يُحتجّ به إلّا إن توفّرت فيه الشروط الآتي بيانها:

الإضافة إلى النبي

أي أن يُضاف الحديث إلى قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أو فعله أو صفةٍ خَلقيةٍ أو خُلقيةٍ له أو فعلٍ وأمرٍ أقرّه ووافق عليه.

اتصال السند

أي أن يكون كلّ راوٍ من رواة الحديث قد سمعه من الراوي الذي قبله مباشرةً، دون حذف أي راوٍ.

عدالة الرواة

أي العدالة التامّة الكاملة التي تُحيي تقوى الله والمروءة في النفس، أمّا التقوى فيُراد بها: التزام ما أمر الله به والبُعد عمّا نهى عنه، أمّا المروءة فهي التي تحمل الفرد على التحلّي بمحاسن العادات والآداب والأخلاق، فالراوي العدل هو: المسلم البالغ العاقل المتحلّي بالتقوى والمروءة.

الضبط

أي قدرة الراوي على حفظ الحديث الذي سمعه غيباً وقدرته أيضاً على استحضاره والتحدّث به في أي وقتٍ، أو حفظ الحديث كتابةً في السطور دون أن يتطرّق إليه أي تغييرٍ أو تبديلٍ.

إقرأ أيضا:كم عدد الأحاديث المتواترة لفظاً

عدم الشذوذ

أي ألّا يخالف الراوي في روايته للحديث رواية راوٍ آخرٍ أوثق منه، فإن خالفتها فتقدّم رواية الأوثق.

عدم العلة

أي خلو الحديث من أي أمرٍ يقدح في صحّته.

حكم الاحتجاج بالحديث المرفوع

يجب العمل بالحديث المرفوع الصحيح ويصحّ الاحتجاج به إن توفّرت فيه الواجبة توفّرها -الشروط سابقة الذكر-.

أنواع الحديث المرفوع وأمثلتها

يتفرّع الحديث المرفوع إلى عدّة أنواعٍ ذكرها مع مثالٍ عليها فيما يأتي:

  • المرفوع القولي: أي الأقوال التي ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومثاله: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).
  • المرفوع الفعلي: أي الأفعال التي ثبتت عن النبيّ -عليه السلام-، ومثاله: عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
  • المرفوع التقريري: أي ما وافق عليه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأقرّه، ومثاله: عن عَمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنّه خرج في غزوة ذات السلاسل فأصابته جنابةٌ، وأراد أن يتطهّر إلّا أنّه خشي على نفسه الهلاك من شدة البرد، فتيمّم وصلّى، وأخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بما فعل، فبقي -عليه السلام- صامتاً؛ دلالةً على صحة فعل عمرو، فلو أنّه أخطأ لأخبره.
  • المرفوع الخَلقي: أي ما يتعلّق بهيئة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وشكله، ومثاله: عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كان رسولُ اللهِ رِبعةً، ليس بالطَّويلِ ولا بالقصيرِ، حسَنَ الجسمَ، وكان شعْرُه ليس بجعدٍ ولا سبْطٍ، أسمرَ اللَّونِ، إذا مشَى يتكفَّأُ).
  • المرفوع الخُلقي: أي المتعلّق بأخلاق الرسول -عليه السلام-، ومثاله: قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي).[
السابق
كم عدد أحاديث اللؤلؤ والمرجان؟
التالي
شروط قبول البخاري للحديث