التَّوبة
التَّوبة في لغة العرب من الفعل تَابَ أي أقلع عن فعل الشيء وقرّر عدم العودة إليه، وفي الشَّرع التَّوبة هي عقد النِّية للإقلاع عن ارتكاب الذُّنوب والمعاصي وكلُّ ما ورد في الكتاب والسُّنة بأنّه سببٌ لغضب الله تعالى وغضب رسوله مع البدء في تطبيق ذلك في الحال والبعد عن الأسباب التي تؤدّي بالإنسان إلى العودة إلى هذا الذَّنب أو ذاك.
التَّوبة واجبةٌ على كلِّ إنسانٍ على الفور؛ فالإنسان غير معصومٍ من الوقوع في المعاصي واقتراف الذُّنوب. قال صلى الله عليه وسلم:” كلُّ ابن آدم خَطَّاء وخير الخطَّائين التَّوابون”، كما ينبغي على الإنسان عدم الاغترار بالدُّنيا وما يملك من الشّباب والصِّحة والمال والجاه والسُّلطان؛ فيعمد إلى الإصرار على الذَّنب وتأخير التَّوبة.
التَّوبة تصح من كلُّ الذُّنوب والمعاصي والآثام، وهي باقيةٌ حتى تطلع الشَّمس من مغربها، أو تغرغر الرُّوح في سكرات الموت، وجزاء التَّائب إنْ صدق في توبته أنْ تُبدَّل سيئاته حسناتٍ وإنْ كَثُرت.
اقرأ ايضا : كيف اتوب لربي
شروط التَّوبة
شروط التَّوبة هي الشُّروط اللَّازمة كي تُقبل توبة العبد، وهي:
- النَّدم والحسرة على الماضي وما تمّ فيه من اقترافٍ للذُّنوب والآثام؛ فدون الشُّعور بالنَّدم والإحساس بالذَّنب وتأنيب الضَّمير، وبأنّ العبد تجرأ على الله تعالى ففعل كلَّ ما يُغضب الله وكلَّ ما حرَّم الله؛ فتبدأ التَّوبة من هذا الشُّعور الرَّائع بالعودة إلى الله الذي لا يوصد بابه في وجه أحدٍ مهما اقترف، ومهما عصى وتجبر.
- العزم على ترك الفِعل المُغضب لله تعالى فور الإحساس بالذَّنب وتأنيب الضَّمير، وترك كلّ ما يرتبط بهذا الفِعل من الأدوات أو الأشخاص أو ما شابه ذلك، وقطع الصِّلة معهم إلى الأبد؛ كي لا يضعف إيمانه في أي لحظةٍ؛ فينتكس على عقبيْه ويعود إلى ما كان عليه، كذلك من العزم أنْ يكون على المستقبل أيضًا بألّا يعود إلى ما اقترف في الماضي من الذُّنوب نفسها أو غيرها؛ فيأخذ العِظة والعبرة ممّا جرى له، ويحمد الله تعالى أنْ هداه إلى الصِّراط المستقيم قبل فوات الأوان.
- البدء بتنفيذ ما عقد العزم عليه من ترك الذُّنوب وكلُّ ما يتصل بها وكان سببًا في فِعل الذَّنب؛ فإنْ كنت لا تصلِّي، استغفر الله وصلِّ من فورك، وإنْ كنت لا تُزكي، استغفر واخرج زكاتك فورًا، وهكذا.
- إذا كان الذَّنب متعلِّقًا بحقوق الخلق؛ فلا بُد من ردّ المظالم إلى أهلها؛ فالله سبحانه وتعالى يغفر ويُسامح من يخطئ في حقِّه؛ فهو أكرم الأكرمين، لكن من يذنب في حقوق النَّاس؛ فعليه طلب السَّماح منهم والعفو والغفران ثُمّ تعويضهم عن الظُّلم الذي وقع عليهم ماديًّا أو معنويًّا ثُمّ طلب الغفران من الله تعالى