الأدعية اليوميّة
يتردّد حال المسلم في يومه وليلته بين الذّكر والدّعاء والرّجاء والصّلاة، فالمسلم يُصبح ويُمسي عابداً لله تعالى، ذاكراً له، وذلك بهدف نيل رضا الله -تعالى- وتوفيقه، ومن صور عبادة الله -تعالى- ذكره في كلّ الأحوال والظروف، ومن صور ذكر الله -تعالى- أدعية الصّباح والمساء، فمنها ما وَرَد في القرآن الكريم أو في سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويستحبّ للمسلم ترديد أذكار الصّباح والمساء،[١] فما هي أدعية الصّباح والمساء، وما هو الوقت المشّروع لقراءتها؟
وقت أذكار الصّباح والمساء
اختلف العلماء في أفضل أوقات أذكار وأدّعية الصّباح والمساء وذهبوا في ذلك إلى عدّة أقوال، فمنهم من يرى أنّ لها وقتاً خاصّاً، ومنهم من وسّع وقت أذكار الصّباح والمساء، وفيما يأتي بيان آراء العلماء في ذلك:
- ذهب فريق من العلماء إلى أنّ وقت أذكار الصّباح هو ما بين الفجر وشروق الشمس؛ فيبدأ وقت أذكار وأدعية الصّباح من بعد صلاة الفجر، ويتمدّ إلى وقت شروق الشّمس، وأمّا وقت أذكار المساء فيبدأ من بعد العصر ويمتدّ حتى غروب الشّمس، واستدلّ أصحاب هذا القول بقول الله تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[٢] فالعشيُّ الواردة في الآية يُقصد به وقت العصر، واستدلوا أيضاً بقول الله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)،[٣] فمن ردّد أذكار الصّباح بعد ذلك الوقت استحقّ الأجر عليها ولكنّه يكون قد فوّت أفضل أوقاتها.[٤]
- ذهب فريق آخر من العلماء إلى أنّ وقت أذكار الصّباح هو من الفجر إلى انتهاء وقت الضحى، أمّا وقت أذكار المساء فيبدأ عند العصر ويمتدّ إلى ثلث الليل، ومنهم من يرى أنّ وقت أذكار المساء يبدأ بعد غروب الشّمس وليس قبل العصر، ولكن وقت الذّكر والدّعاء المستحبّ لأدعية الصّباح والمساء كما ورد في قول الفريق الأوّل، ولكن إن ردّد المسلم أذكار الصّباح بعد شروق الشمس إلى الضحى أو أنّه أخّر وقتها فإنّه يثاب على ذلك، وإن ردّد أذكار المساء بعد غروب الشمس إلى انتصاف الليل فإنّه يثاب ويستحقّ الأجر عليهما.[٥]
أذكار الصّباح
إنّ معظم أذكار الصّباح مأخوذة من القرآن الكريم ومن سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومن أذكار الصّباح ما يأتي:[٦]
إقرأ أيضا:دعاء الشهيد- (أصبَحنا على فطرةِ الإسلامِ وكلمةِ الإخلاصِ ودينِ نبيِّنا محمَّدٍ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- وملَّةِ أبينا إبراهيمَ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- حنيفاً مسلماً وما أنا منَ المشرِكينَ).[٧]
- (اللهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور).[٨]
- قراءة آية الكرسي؛ وهي الآية رقم (255) من سورة البقرة.
- (اللهمّ أنت ربي لا إله إلّا أنت خلقتني وأنا عبدُك وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ أعوذ بك من شرّ ما صنعتُ أبوءُ لَكَ بنعمتكَ عَلَيَّ وأبوء بذنبي وفاغفر لي فإنّه لا يغفرُ الذنوب إلّا أنت).[٩]
- (اللَّهمَّ فاطرَ السَّماواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَهُ ومالِكَهُ أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا أنتَ أعوذُ بكَ من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشَّيطانِ وشركِهِ وأن أقترفَ على نفسي سوءاً أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ).[١٠]
- (أصبحنا وأصبحَ الملكُ لله والحمدُ لله لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له المُلك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، رَبِّ أسألُك خير ما في هذا اليومِ وخَيرَ ما بعدَه، وأعوذ بك من شرِّ ما في هذا اليوم وشَرِّ ما بعدهُ، رَبِّ أعوذ بك من الكسل وسوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعوذ بكَ من عذابٍ في النارِ وعذابٍ في القبر).[١١]
- (اللهمّ إنّي أسألك العافيةَ في الدُنيا والآخرة، اللهمّ إنّي أسألك العفوَ والعافيةَ في ديني ودُنياي وأهلي ومالي، اللهمّ استر عوراتي وآمن رَوْعَاتي، اللهمّ احفظني مِن بين يَدَيَّ ومِن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتاَل مِن تحتي).[١٢]
- (بسم الله الذي لا يَضُرُّ مع أسمه شيءٌ في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم)،[١٣] ثلاث مرّات.
- (سُبْحَان الله عَدَدَ خَلْقِهِ، سبحان الله رِضَا نفسه، سبحان الله زِنَةَ عَرْشِهِ، سبحان الله مِدَادَ كلماته)،[١٤] ثلاث مرّات.
- (اللهمّ عافِني في بدني، اللهمّ عافني في سمعي، اللهمّ عافني في بصري، لا إله إلّا أنت)،[١٥] ثلاث مرّات.
- قراءة سور: الإخلاص والفلق والنّاس، وتكرار كلّ واحدة منهنّ ثلاث مرّات.
- تكرار الآية رقم 129 من سورة التّوبة سبع مرات.
- (اللهمّ إنّي أصبحتُ أُشهِدُكَ وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عرشِكَ وملائكتَك وجميعَ خلقِكَ أنك أنت الله لا إله إلّا أنت وأنّ مُحمّداً عبدُكَ ورسولُك)،[١٦] أربع مرّات.
- سبحان الله مئة مرّة، استغفر الله مئة مرّة، الحمد الله مئة مرّة، الله أكبر مئة مرّة.
- سبحان الله العظيم وبحمده؛ مئة مرّة.
- (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير)،[١٧] عشر مرّات.
كما أنّه يوجد غير هذه الأدعية والأذكار التي نُقلت برواياتٍ صحيحةٍ أو حَسَنةٍ من سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويجوز للمسّلم أن يقرأ بعض أو جميع تلك الأذكار، فإن لم يكن الوقت يسمح بتردادها جميعها يُكتفي المسلم باليسير منها؛ حتى لا يُكتب مع الغافلين، ولكن ترداد أغلب الأدعية أو جميعها أفضل وأكثر تحّصيلاً للأجر والثّواب من الله تعالى
إقرأ أيضا:دعاء ادريس ابكر