الحمد لله الذي أعز خير أمة أخرجت للنآس بالإسلام ورفعهآ بالقرآن .. ثم الصلاه والسلام على خير البريه خير من صلى وصام رسول الله محمد بن عبد الله الصادق الأمين وبعد ..
أمه محمد صلى الله عليه وسلـم خير الأمم هكذا وصفها الله عز وجل في كتابه الكريم فقال تعالى : ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتأمنون بالله ” فما سبب تخصيص هذه الأمه بهذه الميزه وهذه الكرامه عن غيرها من الأمم السابقه ؟
جاءت خيرية هذه الأمه وسبب تفضيلها عن الأمم التي سبقتها هو بقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباعها سبل الرسل والأنبياء الاتباع الصحيح والسليم وقد كانت هذه الصفه موجوده أصلا في الأمم السابقه ولكن تلك الأمم لم تتمكن من القيام بهذا العمل كما قامت به الأمه الإسلاميه فكان أن نزع الله عز وجل من تلك الأمم الاستخلاف في الأرض كمآ حدث مع بني إسرائيل .. فقد كان الرجل في بني إسرائيل ليرى أخاه على الذنب فينهاه عنه ، ثم لا يجد في نفسه من حرج أن يكون جليسه وخليطه وشريبه بالغد فكآنت العقوبه أن ضرب الله عز وجل قلوب بعضهم ببعض وطبع عليها ونزع منهم الخلافه على الأرض .
أما هذه الأمه الإسلاميه : أمه محمد صلى الله عليه وسلـم فقد قامت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد أحسنت العمل به فكان التفضيل بالخيرية مكآفئه لها . وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب فإما أن يكون الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقلب وإما أن يكون باللسان وإما أن يكون باليد وهي أقوى المراتب وأكثرها مشقه لأن فيها إلقاء للنفس في المخاطر لأجل هذا الأمر وقد تميزت بها هذه الأمه عن غيرها من الأمم فكان القتال في سبيل الله سبيل للأمر بالمعروف بنشر دعوه الله عز وجل ولإخراج الناس من الظلمات الى النور ، وكان النهي عن المنكر بالوقوف عند حدود الله وعقاب كل من ينتهك حرمات الله ، والجدير بالذكر أن أعرف المعروفات هوا الإيمان بالله عز وجل وتوحيده ، وأنكر المنكرات الكفر والشرك بالله فكان القتال والجهاد في سبيل الله محملا بأعظم المخاطر والمضار من أجل إيصال الغير الى أنفع المنافع ألا وهي توحيد الله عز وجل وتخليصه من أعظم المضار وهي الشرك والكفر بالله والعياذ بالله ، فوجب بذلك أن يكون القتال والجهاد في سبيل الله أعظم العبادات ولما كان الجهاد والقتال في سبيل الله من أعظم الأعمال في شريعتنا كان ذلك موجبا لفضلية هذه الأمه عن غيرها من الأمم .
إقرأ أيضا:أحاديث عن أخلاق الرسولوهذا معنى ما روي عن ابن عباس أنه قال في تفسير هذه الآية: قوله ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ” آل عمران آيه 110 فكنتم تفيد الا ستمراريه ، تأمرونهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ، ويقروا بما أنزل الله عز وجل ، وتقاتلونهم عليه إذا هم خالفوا ، و ( لا إله إلا الله ) أعظم المعروف ، والتكذيب هو أنكر المنكر . وبتضحية هذه الأمة والتزامها بأوامر ربها تبارك وتعالى في أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر استحقت الخيريه عن باقي الأمم فكانت أفضلها وأكرمها عند الله عز وجل .
إقرأ أيضا:احاديث الرسول عن الظلم