الزّواج
يعتبر الزّواج سنّةً من سنن الفطرة التي أكّد عليها أنبياء الله، وأكّدت عليها الشّرائع السّماويّة باعتبارها العلاقة الشّرعيّة المقدّسة بين الذكر والأنثى، والتي تضمن استمرار بقاء العنصر البشريّ على وجه الأرض باستمرار التّناسل والتّوالد، كما أنّ هذه العلاقة هي الضّابط لعلاقات الجنسين، الكفيلة بإشباع حاجاتهما النّفسيّة و الجسديّة، وهي التي تأطّر العلاقة بينهما بأُطرٍ شرعيّة وقانونيّة وأخلاقيّة، وتصرف النّفس الإنسانيّة عن السّلوك المنحرف وقضاء الشّهوة في علاقاتٍ محرّمة تعود بالضّرر على النّفس، والأنساب، والمجتمع ككلّ .
خطوات الزّواج في الإسلام
أولى الإسلام قضيّة الزّواج اهتماماً خاصّاً حينما حثّ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- الشّباب على الزّواج ورغّب فيه، كما وضعت الشّريعة الإسلاميّة منهجاً واضحاً للزّواج وكيفيّته وأحكامه، فمن أراد الزّواج من المسلمين ينبغي له أن يسلك في سبيل ذلك طريقاً واضحاً وخطواتٍ محدّدة، ويمكن أن نُجمل خطوات الزّواج فيما يلي :
- الخطبة: فالشّاب المسلم الذي تتوافر عنده النّيّة للزّواج عليه في بادئ الأمر أن يحدّد مواصفات الفتاة التي يرغب في الزّواج منها، ثمّ يطلب من أمّه أو أخته أن تبحث له عمّن تتوافر فيها هذه الصّفات من النّساء، فإذا ظفر بالفتاة التي يريد تقدّم إلى أهلها لخطبتها بطلبٍ واضحٍ مبيّنًا رغبته في الزّواج منها، وعليه أن يراعي في هذه المرحلة أمورًا منها :
- أن لا يخطب على خطبة أخيه: بمعنى أن لا يقوم بالتّقدم لخطبة فتاة قد خطبها قبله أخوه المسلم، لنهي النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- عن ذلك .
- أن ينظر إلى الفتاة في أثناء الخطبة النّظر الشّرعيّ الذي يدعوه ويرغّبه في الزّواج منها .
- أن يعلم بأنّ الشّريعة قد أباحت إطالة أمد الخطبة حتّى يحصل التّعارف الحقيقيّ بين الطرفين.
- عقد الزّواج: بعد مرحلة الخطبة تكون مرحلة كتابة عقد الزّواج الذي يشتمل على عددٍ من الشّروط وهي:
- الإيجاب والقبول: وهو شرطٌ لصحّة عقد الزّواج.
- شهادة الشّهود على العقد.
- إذن ولي الزّوجة.
- ينبغي أن يكون عقد الزواج عقدًا شرعيّاً على المذاهب الإسلاميّة المعتبرة، وعلى كتاب الله وسنّة رسوله، وأن لا يتضمن أمرًا محرّمًا أو مخالفاً للشّريعة الإسلاميّة مثل: اشتراط مدّة معينة للعقد أو غير ذلك .
- الإشهار، بعد عقد الزّواج على المتزوّج أن يشهر زواجه من امرأته، ويكون ذلك من خلال ما يتعارف عليه النّاس من أعراسٍ وحفلات يكون فيها كلّ ما أباحه الله، ممّا يعبّر عن الفرح والسّرور، ويسنّ كذلك أن يولم المتزوّج وليمة الزّواج ويدعو النّاس إليها.