التاريخ الاسلامي

خطب عمر بن الخطاب

مكانة الصحابة في الإسلام

منذ بداية بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حفِلت السيرة النبويّة بمواقف مضيئة للصّحابة الذين أكرمهم الله -تعالى- بشرف صُحبة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث نال بعضهم قَدَم السّبْق في الدّخول بالإسلام، وقدّموا تضحياتٍ وبطولاتٍ عظيمة، فكانوا بحقّ وصدق أهل فداءٍ وأصحاب وفاء لرسالة الإسلام العظيمة، وقد سجّل التاريخ الإسلاميّ سيرتهم الزّكية بمدادٍ من النّور، ويعدّ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أحد أعلام الإسلام الكبار، حيث كان له أثرٌ واضح في كثير من مجالات الحياة الإسلاميّة؛ فقد أسلم مبكّراً وهاجر إلى المدينة المنوّرة، وله مواقف عظيمة مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الدّعوة والجهاد، ثمّ شاء الله -تعالى- أن يتقلّد عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- إمارة المسلمين بعد وفاة أبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه، فكان خير خلفٍ لسلفه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واشتُهر عمر بشجاعته في قول الحقّ وبفصاحته في نظم الخطب، فمن هو عمر بن الخطّاب، وما هي أهمّ خُطبه؟

خُطب عمر بن الخطّاب

دوّن المؤرخون كثيراً من مواقف الفاروق عمر رضي الله عنه، لا سيما الخُطب والأقوال التي اشتُهرت عنه، وذاع صيتُ كثير منها التي كانت تُشكّل إحقاقاً للحقّ حيث يجب ذاك، أو تقديم نصيحة للرعيّة أو وعظاً لعموم المسلمين، ومن ذلك:

إقرأ أيضا:تعريف عثمان الاول
  • وقف عمر -رضي الله عنه- خطيباً بجماعة المسلمين يوم السقيفة قبل أن يخطب أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- خطبة البيعة، وكان ممّا قاله الفاروق عمر: (وإنَّ الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسولَ اللهِ؛ فإنِ اعتصمتُم به هداكم اللهُ لما كان هداه اللهُ، وإنَّ اللهَ قد جمع أمرَكم على خيرِكم، صاحبِ رسولِ اللهِ، وثاني اثنَين إذ هما في الغارِ؛ فقوموا فبايِعوه).[١][٢]
  • تعدّدت الرّوايات في أول خطبة خطبها أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- لمّا تولّى أمر الخلافة، فقيل إنّه استلم المنبر وقال: (اللهمّ إنّي شديد فلينّي، وإنّي ضعيف فقوّني، وإنّي بخيل فسخّني، وفي رواية أخرى أنّه عندما همّ بالجلوس مكان أبي بكر-رضي الله عنه- على المنبر تذكّر فضل الصدّيق؛ فنزل درجة تواضعاً، ثمّ حمد الله وأثنى عليه وقال: (اقرءوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية، إنّه لم يبلغ حقّ ذي حقّ أن يطاع في معصية الله، ألا وإنّي أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم، إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف)، وفي رواية أخرى أنّه قال: (إنّ الله ابتلاكم بي، وابتلاني بكم بعد صاحبي، فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني، ولا يتغيّب عنّي فآلو فيه عن أهل الجزء -يعني الكفاية- والأمانة، والله لئن أحسنوا لأحسنن إليهم، ولئن أساؤوا لأنكلنّ بهم)، ويمكن الجمع بين كلّ ما جاء عن خطبته الأولى بالخلافة، وأنّ الرواة كان نقلهم لِما حفظوه منها.[٣]
السابق
أسباب سقوط الدولة العثمانية
التالي
وفاة عبدالرحمن بن عوف