خاتمة نسأل الله حسنها
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وبعد ،
فلا ريب أن من أعظم أسباب زيادة الإيمان العلمَ بالله وأسمائه وصفاته ، وأن الانحراف في ما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته من أشد الانحراف وأخطره .
ولا ريب أنك أخي القارئ الكريم قد تبين لك بعد هذه الجولة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله المصطفى ^ وآثار سلفنا الصالح رضوان الله عليهم المنهجُ الحق الذي كانوا عليه في هذه المسألة الخطيرة التي كانت مزلة أقدام ومضلة أفهام .
ويتلخص هذا المنهج السلفي في أصول ثلاث :
الأصل الأول : تنزيه الله عز وجل عن النقائص وعن مشابهة صفاته لصفات المخلوقين . ومما يدل على هذا قوله تعالى ﴿ليس كمثله شيء﴾ ﴿فلا تضربوا لله الأمثال﴾ ﴿ولم يكن له كفوا أحد﴾.
الأصل الثاني : الإيمان بجميع صفات الله تعالى الثابتة في الكتاب والسنة وعدم تجاوزها برد بعضها أو الزيادة عليها أو صرفها عن معانيها . ﴿أأنتم أعلم أم الله﴾؟.
الأصل الثالث : قطع الطمع عن إدراك كيفية هذه الصفات. يدل عليه قوله تعالى :﴿يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، ولا يحيطون به علما﴾ [طه :110] وذلك أن العلم بالصفات فرع عن العلم بالذات ، وحيث لا يعرف أحد كيفية ذات الله تعالى فلا سبيل إلى العلم بكيفية صفاته . فالله عز وجل ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته كما قال جل شأنه : ﴿ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير﴾.
وتبين لك أيضا أن كل ما يثار حول هذا المعتقد الصافي من الشبهات والإشكالات لا يعكّر حسنه ، ولا يُذهب جماله . فاتبع سبيل الحق ولا يضرك قلة السالكين .
والحق أبلج لا تزيغ سبيله * والحق يعرفه ذوو الألباب
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يثبتنا على الحق ويهدينا سواء السبيل . إنه نعم المولى ونعم النصير . وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وخليله محمد وعلى أزواجه وذريته وعلى أصحابه وأنصاره ومن اتبع سبيلهم إلى يوم الدين .
والحمد لله رب العالمين.