نص حديث من لا يشك الناس لا يشكر الله
روي هذا الحديث بثلاث روايات مختلفة في الألفاظ، ولكنها متوافقة في المعنى وهي على النحو الآتي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ» (رواه أحمد وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد وابن حبان والطيالسي، وهو حديث صحيح صححه العلامة الألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لا يشْكُر النَّاسَ لا يشْكُر الله» (رواه الترمذي في كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح).
- في رواية الإمام أحمد عن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أشكرَ الناس لله عز وجل أشكرُهم للناس» (ورواه أيضاً ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في السنن الكبرى. وصححه العلامة الألباني).
شرح حديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله
يحتمل هذا الحديث الشريف عدة معانٍ جميعها تحث على شكر العباد إذا قدموا معروفًا للمرء، وقد اقترن شكر الناس بشكر الله عز وجل، وفيما يلي توضيح للمعاني المحتملة للحديث الشريف:
إقرأ أيضا:حديث الرسول عن الغضب- يفهم من هذا الحديث أنه من اعتاد على عدم شكر الناس على معروفهم وجحدهم إياه، لن يشكر الله على نعمه، أي أنه من غلب عليه طبع جحد الناس معروفهم لا يكون عبدًا شكورًا لله.
- يحتمل هذا الحديث أيضًا أنه إذا لم يشكر العبد الناس على ما يقدمونه من معروف كمن لم يشكر الله حتى وإن شكره، ويجدر التنويه إلى أن الحث على شكر الناس، جاء من باب جريان النعمة على أيدي الناس لا لكونها صدرت منهم، لأن الله هو المنعم.
- من المعاني التي يحتملها هذا الحديث أن الله -سبحانه وتعالى- لا يقبل شكر العبد على نعمه، ما لم يكن يشكر إحسان الناس له.
- إن شكر الناس على إحسانهم ومعروفهم من مكارم الأخلاق، ومن مبادئ الإسلام، وقد قرنه الله تعالى بشكره، لذلك وجب أن يفعله المسلم.
حديث عن كيفية شكر الناس
ذكرنا في أول المقال الحديث الذي يبين وجوب شكر الناس، ولكن ما هي الكيفية التي يشكر المسلم الناس على إحسانهم ومعروفهم معه، فيما يلي حديث يوضح هذه الكيفية:
(منِ استعاذَكم باللهِ فأعيذوه، ومن سألكمْ باللهِ فأعطوهُ ومن دعاكمْ فأجيبوهُ ومن أتى إليكم معروفًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ) يتحدث الجزء الثاني من هذا الحديث عن كيفية شكر المسلم لمن صنع معه معروفًا أو أحسن إليه، إذ يكون ذلك من خلال مقابلة المعروف بمعروف مثله أو أفضل منه، ولكن بقدر الاستطاعة، وإن لم يجد معروفًا يصنعه كشكر، عليه بالدعاء لمن أحسن إليه، وأن يجتهد في ذلك حتى يظن أنه أوفاه حقه، والله أعلم.
إقرأ أيضا:حديث عن التسامح