توحيد الله (1)
معناه وأقسامه
الله – سبحانه – واحد في ذاته ، ليس له مثيل ولا نظير ، تعالى عن الصاحبة والولد ( قل هو الله أحد – الله الصمد – لم يلد ولم يولد – ولم يكن له كفواً أحد ) [ الإخلاص : 1-4 ] وهو سبحانه متصف بصفات الكمال ، لا يشبهه شيء من مخلوقاته في صفة من صفاته : ( ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير ) [ الشورى : 11 ] وهو وحده الخالق المحيي المميت قيوم السماوات والأرض ، ولا يعد مؤمناً من لم يعلم علماً يقينياًً بأن الله متفرد بذلك كله .
لا يكفي التوحيد العلمي ، بل لا بدّ من التوحيد العملي :
تناقض الذين لا يعبدون الله وحده :
والكفرة من مشركي العرب وكثير غيرهم كانوا يعتقدون بوحدانية الله في الخلق والإيجاد ، وتفرده في الرزق والإحياء والإماتة والملك ، ولكنهم يرفضون عبادته وحده دون غيره ، وقصده دون سواه ، وهذا تناقض شنيع ، فالمتفرد بالخلق والإيجاد هو المستحق للعبادة والخضوع والتعظيم ، وقد أطال القرآن في مناقشة المشركين وبيان تناقضهم في هذا وبين لهم أن الذي أقروا به من تفرده بالخلق والرزق … إلخ يلزمهم بعبادته وإخلاص الدين له .
——————————–
(1) التوحيد الحق : الاعتقاد بوحدانية الله سبحانه في ذاته وصفاته ، ثم عبادته وحده لا شريك له ، وقد حرف هذا المفهوم ، فزعم قوم أن التوحيد يقتضي نفي صفات الله ، لأنه يلزم منه بزعمهم تعدد الواجب ، وزعم بعض الصوفية أن التوحيد الذي أشرنا إليه توحيد العامة ، أما توحيد الخاصة فهو الذي يثبت بالحقائق ، وزعموا أن هناك توحيد خاصة الخاصة ، وكل ذلك ضلال .
إلا أن هذا التوحيد النظري لا يكفي كي يعد المرء مؤمناً ، بل لا بد من اتخاذه وحده إلهاً معبوداً بالتوجه إليه بالعبادة دون سواه .
لأن الخالق الرزاق المنعم المتفضل المحيي المميت المتصف بصفات الكمال المنزه عن صفات النقص هو المستحق أن يُعبَد دون سواه ، فغيره مربوب مألوه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، فكيف يعبد من دون الله تعالى ؟