حث الله سبحانه وتعالي عباده علي حسن التوكل قال تعالى:” وتوكل على الحي الذي لا يموت [الفرقان:58]. فهو تبارك وتعالى الحى الذي لا يموت والقادر على كل شئ، والتوكل علي الله من صفات عباد الله المؤمنين كما أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم،قال تعالى:” إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون [الأنفال:2].
فالإنسان يجب أن يقول بسم الله توكلت علي الله عند الخروج من المنزل وأن يوكل سائر أموره إلى الله ويفوض الأمر إليه ويرضى بقضاء الله وقدره مع الأخذ بالأسباب والسعي والاجتهاد كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،فعن أم المؤمنين أم سلمة، واسمها هند بنت آبي أمية حديقة المخزومية، رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله، توكلت علي الله، اللهم إني أعوز بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو اظلم أو اظلم، أو اجهل أو يجهل علي) رواه أبو داود، والترمذي.فمن قال بسم الله توكلت على الله عند الخروج من منزله وأحسن الظن به كفاه الله تبارك وتعالى وأيده بنصره وكان في عونه وتوفيقه.
درجات التوكل
قسم بن القيم التوكل علي الله تعالى في كتابه مدارج السالكين التوكل علي الله تعالي إلى درجات وهي:
معرفة الله سبحانه وتعالي وصفاته والإيمان بقضاء الله وقدره والإستسلام لأمر الله تبارك وتعالى والإيمان بأن الأمور كلها تعود إلى الله عز وجل.
الأخذ بالأسباب التى قدرها الله عز وجل واو كانت ضعيفة فالمسلم يأخذ بالأسباب المشروعه التي أحلها الله
اعتماد القلب علي الله تبارك في حصول ما ينفع العبد فى الدنيا والآخرة
حسن الظن بالله عز وجل الذي يدعو إلى حسن التوكل على الله
استسلام القلب لله تبارك وتعالى ويكون العبد مستسلما لتدبير الله سبحانه وتعالى وقضائه وقدره وطاعته والانقياد له وهدوء وطمأنينة القلب وسكونه لله عز وجل
تفويض وهو روح التوكل علي الله وهو أن يسلم العبد لله عز وجل في جميع حوائجه وحاجاته والإيمان بإن اختيار الله له خير له من اختياره لنفسه والرضا
الفرق بين التوكل والتواكل
التوكل على الله عز وجل يعني الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله والالتجاء إليه فى قضاء كل حوائجه وأموره، فالله سبحانه وتعالي خلق الكون وخلق فيها أسباب تؤدي إلى مسببات، فعلي الإنسان أن لا يترك الأسباب ويقول أنه متوكلا على الله فالجوارح تعمل والقلوب تتوكل، أما التواكل فهو الاعتماد علي الله والالتجاء إليه دون الأخذ بالأسباب في الحصول على النتائج خلافا لحقيقة التوكل على الله التى علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا “، والمسلم يتوكل على الله في السراء والضراء ويستشعر أنه بين يدي الله سبحانه وتعالى.