آيات عن قوم لوط في القرآن الكريم
عرض القرآن الكريم قصص الأمم السابقة، ودعوة نبيها لها، وكيف كان موقفهم من الدعوة، كقصة ثمود وعاد، وقصة قوم نوح، وقوم شعيب، -عليهم السلام-، وقصة بني إسرائيل مع موسى وعيسى -عليهم السلام، وغيرهم من الأقوام السابقة، ومن بينها قصة قوم نبي الله لوط -عليه السلام-، فساقها القرآن بأسايبه المختلفة، ودلالاته وتأثيراته، بسورٍ متعددة، كسورة الأعراف، وسورة هود، وسورة الشعراء، وسورة العنكبوت، وسورة الأنبياء، وسورة الحجر، وغير ذلك من السورة القرآنية، وآتياً بيان الآيات التي ذكرت قوم لوط -عليه السلام-:
صفات قوم لوط وإنكار لوط عليهم
وصف الله -تعالى- قوم لوط أنهم أصحاب الخبائث، حيث كانوا يرتكبون الفواحش والمحرمات، ويذنبون ويجهرون في معاصيهم، فكان رجالهم يأتون الرجال بشهوة كما يأتون النساء، متفاخروين بفعلهم القبيح، حتى كان هذا منتشراً فيما بينهم، وكانوا يقومون بقطع الطريق على المارّة وعمل الفاحشة معهم، ويقتلون ويشتمون، ويقومون بمنكرات الأقوال والأفعال في مجالسهم وأماكنهم الخاصة، وغير ذلك من المحرمات، فقال -تعالى-:
(وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ). [سورة الأنبياء، آية: 74]
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ). [سورة الأعراف، آية: 80-81]
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ). [سورة النمل، آية: 54-55]
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ…). [سورة العنكبوت، آية: 28-29]
موقف قوم لوط من دعوة نبيهم لوط
استنكر قوم لوط ما جاء به نبيهم لوط -عليه السلام- من الدعوة إلى التوحيد والإيمان، ونهيهم عن فعل الفواحش التي يفعلونها، وقاموا بصدّه والاستهزاء به، وعدم الاكتراث له ولدعوته، واستخفوا بالوعيد والعذاب الذي وعدهم به، فقال -تعالى-:
(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ). [سورة الأعراف، آية: 82]
(قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ). [سورة الحجر، آية: 70]
(أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ* وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ* قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ* قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ). [سورة الشعراء، آية: 165-168]
(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). [سورة العنكبوت، آية: 29]
(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ). [سورة النمل، آية: 56]
إرسال الملائكة لإنزال العذاب بقوم لوط
أرسل الله -تعالى- ملائكة لإخبار لوط -عليه السلام- بإنزال العذاب بهم؛ نتيجة تكذيبهم وعدم استجابتهم للدعوة، وقد كانوا في البداية ضيوفاً على هيئة رجال حِسان جميلين، جاؤوا إلى إبراهيم -عليه السلام- لتبشيره بإسحاق ومن بعده يعقوب -عليهما السلام- وإخباره بحلول العذاب على قوم لوط، ثم ذهبوا إلى لوط لإخباره بذلك، فقال -تعالى-:
(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ* إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ* يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ). [سورة هود، آية: 74-76]
(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ* قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ* إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ). [سورة الحجر، آية: 57-60]
(وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ* قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ* وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ). [سورة العنكبوت، آية: 31-33]
(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ* قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ* لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ﰠ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ* فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ). [سورة الذاريات، آية: 31-36]
حلول العذاب بقوم لوط وهلاكهم
كانت عاقبة قوم لوط -عليه السلام- قلب قريتهم التي يسكنونها بجعل عاليها سافلها، وأرسل الله عليهم صيحة شديدة مهلكة من السماء، وأنزل عليهم حجارة صغيرة ممزوجة بالطين والحمم النارية، تنزل عليهم كالمطر، ولم ينج من هذا العذاب إلا لوط وأهله الذين آمنوا معه، حتى إن امرأته لحقها العذاب، وأهلكت مع قومها، لأنها كانت كافرة بلوط -عليه السلام- ودعوته، تتعاون مع قومها، راضية بفعلهم الفواحش والمنكرات، فقال -تعالى:
(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ* فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ). [سورة الحجر، آية: 73-75]
(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ). [سورة هود، آية: 82]
(لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ* مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ). [سورة الذاريات، آية: 33-34]
(إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ). [سورة العنكبوت، آية: 34]
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ* نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ۚ كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ). [سورة القمر، آية: 33-35]
(رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ* فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ* ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ* وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ). [سورة الشعراء، آية: 169-173]