القاعدة الثانية : القول في الصفات كالقول في الذات (1) :
فالله – سبحانه – له ذات لا تشبه ذوات المخلوقين ، وكذلك صفاته وأفعاله لا تشبه ذوات المخلوقين وأفعالهم .إذ يلزم من أقر بأن الله حقيقة ثابتة في نفس الأمر مستوجبة لصفات الكمال لا يماثلها شيء أن يقول : إن سمعه وبصره وكلامه الثابت في نفس الأمر لا يشابهه سمع المخلوقين ولا بصرهم ولا كلامهم .
فإن قال قائل : أنا أنفي استواء الله خشية من تشبيه الله بخلقه ، فيقال له : انف وجود الله وذاته ، لأنه يلزم من ذلك تشبيه الله بخلقه ، فإن قال : لله وجود يخصه ، وذات تخصه لا تشبه ذوات المخلوقين ، قلنا : وكذلك نزوله واستواؤه .
——————–
(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 3/25 .