جاء في حديث عن جابر بن عبد الله في صحيحي مسلم والبخاري، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال حين حضرت جنازة سعد بن معاذ بين يديه: اهتز لها عرش الرحمن، ولا بد من التنويه هنا أن اهتزاز العرش معلوم الحدوث، ولكنه مجهول الكيفية، وأن اهتزاز العرش إنما كان فرحًا واستبشارًا بقدوم روح سعد بن معاذ رضي الله عنه، وهذا نص الحديث من صحيح البخاري: (اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ»، فَقالَ رَجُلٌ: لِجَابِرٍ، فإنَّ البَرَاءَ يقولُ: اهْتَزَّ السَّرِيرُ، فَقالَ: إنَّه كانَ بيْنَ هَذَيْنِ الحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ، سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ، يقولُ: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ».)، وخلال هذا المقال سوف نتعرف عن سعد بن معاذ، وقصة وفاته.
من هو سعد بن معاذ؟
هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، زعيم الأوس في المدينة، أسلم لما بعث رسول الله مصعب بن عمير إلى المدينة يعلّم المسلمين دينهم، ولما أسلم قال لقومه: “يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا، وأفضلنا رأياً، وأيمننا نقيبة. قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام، حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فأسلموا جميعًا.
ولسعد بن معاذ مواقف عدة في الإسلام، منها ما حدث في غزوة بدر، لما وصل خبر المشركين لرسول الله أنهم خرجوا لحماية قوافلهم، استشار أصحابه، بم يفعلون، فقام سعد بن معاذ وقال: فقد آمنَّا بك، وصدَّقناكَ وشهدنا أنَّ ما جئتَ بهِ هوَ الحقُّ، وأعطيناكَ على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمعِ والطاعةِ لكَ فامضِ يا رسولَ اللهِ لما أردتَ فنحنُ معك فو الذي بعثكَ بالحقِّ لو استعرضتَ بنا البحرَ، فخضْتَه لخُضْنَاهُ معكَ ما تخلَّفَ منا رجلٌ واحدٌ، وما نكرَهُ أن تَلْقى بنا عدوَّنا غدًا إنَّا لصبرٌ في الحربِ صدقٌ عندَ اللقاءِ لعل اللهَ يُرِيَكَ منا ما تقَرُّ بهِ عينُك، فسِرْ على بركةِ اللهِ
إقرأ أيضا:زيد بن ثابتقصة وفاة سعد بن معاذ الذي اهتز له العرش
خلال غزوة الخندق، أصيب سعد بن معاذ بسهم جرح أكحله (وهو عرق في الذراع)، فاهتم به رسول الله، وجعل له خيمة في المسجد قريبة منه حتى يزوره في مرضه، وبقي سعد على حاله، وانقطع الدم من جرحه، حتى هزم الله الأحزاب، وأمر رسول الله أن يغزو بني قريظة، وبعد أن حاصر -عليه الصلاة والسلام- بني قريظة ونزلوا على حكمه، أوكل أمر حكمهم إلى سعد بن معاذ، وكان حكم سعد فيهم أن يقتل رجالهم، وتسبى نساؤهم وذريتهم، وأن تُقسم أموالهم.
بعد أن حكم سعد بن معاذ ببني قريظة امتثالًا لطلب رسول الله قال: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أنَّه ليسَ أحَدٌ أحَبَّ إلَيَّ أنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، مِن قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسولَكَ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فإنِّي أظُنُّ أنَّكَ قدْ وضَعْتَ الحَرْبَ بيْنَنَا وبيْنَهُمْ، فإنْ كانَ بَقِيَ مِن حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيءٌ فأبْقِنِي له؛ حتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وإنْ كُنْتَ وضَعْتَ الحَرْبَ، فَافْجُرْهَا واجْعَلْ مَوْتَتي فِيهَا وبعد ذلك انفجر العرق الذي كان قد أصيب في ذراعه، وتوفي متأثرًا بذلك
إقرأ أيضا:الصحابي عمرو بن العاص