المجتمع في الإسلام

الحسد و الغبطة

مقدمة

الحسد والغبطة، كلمتان تحملان دلالات قريبة، إلا أنهما يختلفان في أثرهما على النفس والمجتمع. فبينما يعتبر الحسد من الصفات الذميمة التي تدمر النفوس وتؤدي إلى الشر، تعد الغبطة من الأخلاق الحميدة التي تحفز على التطوير والتحسن. في هذا المقال، سنتناول هذين المفهومين بالتفصيل، وسنستعرض الفرق بينهما، وأثرهما على الفرد والمجتمع، وكيفية التعامل معهما.

تعريف الحسد والغبطة

  • الحسد: هو شعور بالضيق والحقد تجاه نعمة يملكها الآخرون، ورغبة في زوالها عنهم. وهو من الصفات الذميمة التي نهى عنها الإسلام بشدة.
  • الغبطة: هي شعور بالإعجاب بنعمة يملكها الآخرون، ورغبة في الحصول على مثلها، مع التمني لها بالدوام والاستمرار. وهي من الأخلاق الحميدة التي تحث عليها الشريعة الإسلامية.

الفرق بين الحسد والغبطة

الصفة الحسد الغبطة
الشعور الأساسي الضيق والحقد الإعجاب والتمني
الهدف زوال النعمة عن الغير الحصول على مثل النعمة
الأثر على النفس يولد الكراهية والضغينة يحفز على العمل والاجتهاد
الأثر على المجتمع يزرع الفتنة والشقاق يعزز التعاون والتنافس الشريف

أسباب الحسد

  • الشعور بالنقص: قد يشعر الشخص بالحسد إذا رأى أن الآخرين يتمتعون بنعم لا يملكها هو.
  • الغيرة: قد تدفع الغيرة بعض الناس إلى الحسد، خاصة إذا كانوا يتنافسون مع الآخرين على شيء معين.
  • سوء التربية: التربية الخاطئة التي تركز على المقارنة بين الأفراد قد تؤدي إلى نشوء الحسد.

آثار الحسد

  • تدمير النفس: يؤدي الحسد إلى تدمير نفس الحاسد، ويجعله يشعر بالتعاسة والشقاء.
  • قطع العلاقات الاجتماعية: يبعد الحسد الناس عن بعضهم البعض، ويؤدي إلى قطع العلاقات الاجتماعية.
  • الفشل والتعاسة: لا يؤدي الحسد إلى تحقيق أي فائدة للحاسد، بل يجعله يعيش في حالة من الفشل والتعاسة.

آثار الغبطة

  • تحفيز على العمل: تدفع الغبطة الإنسان إلى العمل والاجتهاد لتحقيق أهدافه.
  • التطوير الذاتي: تحفز الغبطة على تطوير الذات واكتساب المهارات الجديدة.
  • بناء العلاقات الاجتماعية: تعزز الغبطة العلاقات الاجتماعية بين الناس، وتشجع على التعاون والتنافس الشريف.

كيفية التعامل مع الحسد

  • التوكل على الله: يجب على الإنسان أن يتوكل على الله، وأن يرضى بقضاءه وقدره.
  • الشكر على النعم: يجب على الإنسان أن يشكر الله على النعم التي أنعم بها عليه.
  • تجنب المقارنة: يجب على الإنسان أن يتجنب المقارنة بين نفسه وبين الآخرين.
  • طلب العفو والعافية: يجب على الإنسان أن يستغفر الله ويدعوه أن يعافيه من الحسد.

كيفية تعزيز الغبطة

  • التفكير الإيجابي: يجب على الإنسان أن يفكر بإيجابية، وأن يرى في نجاح الآخرين حافزًا له.
  • تعلم المهارات الجديدة: يجب على الإنسان أن يسعى إلى تعلم مهارات جديدة وتطوير ذاته.
  • البحث عن النقاط الإيجابية: يجب على الإنسان أن يبحث عن النقاط الإيجابية في حياة الآخرين، وأن يتعلم منها.
  • التعاون مع الآخرين: يجب على الإنسان أن يتعاون مع الآخرين، وأن يعمل معهم لتحقيق الأهداف المشتركة.

خاتمة

إن الحسد والغبطة صفتان متضادتان، ولكل منهما أثره الكبير على حياة الفرد والمجتمع. فالحسد يدمر النفوس ويؤدي إلى الشقاء، بينما الغبطة تحفز على التطوير والتحسن، وتبني مجتمعًا متماسكًا. علينا جميعًا أن نسعى إلى تعزيز الغبطة في نفوسنا، وأن نتجنب الحسد بكل أشكاله.

إقرأ أيضا:طُرُق ترسيخ الأخوة الإيمانية
السابق
التاجر الأمين الصدوق
التالي
الحق و الباطل