التعريف بالاسلام

الجانب الاجتماعي في الإسلام

الفضائل الاجتماعية والمصالح المادية :

أيها الأخوة المؤمنون، في شخصية الإنسان جانب مادي، وجانب فكري، وجانب نفسي، وجانب اجتماعي، وجوانب أخرى، وحديثي عن الجانب الاجتماعي في الإنسان وعلاقته بالإسلام، الدين الذي ارتضاه الله لعباده، وختم به رسالات السماء.
من حاجات الفرد الأساسية حاجة الإنسان إلى المحبة أي إلى أن يُحِب، والى أن يُحَب، وحاجته إلى التقدير أن يقدره الآخرون، وحاجته إلى الأنس، وحاجته إلى الأمن، وحاجته إلى معونة الآخرين، وحاجته إلى نصرتهم والتقوي بهم، وحاجته إلى الأخذ من معارفهم وخبراتهم ومنجزاتهم، بل إن هناك حاجات عضوية لا تتحقق مع الإنسان إلا بغيره، كل هذه الحاجات تولد في نفس الفرد الميل إلى الجماعة، الميل إلى الانخراط فيها والاندماج معها تلبية لحاجاته العضوية، والنفسية، والفكرية، والى جانب هذا الدافع الاجتماعي في الإنسان نجد الفردية والأثرة التي تغذيها الغرائز والمصالح، وحينما تصطدم النزعة الاجتماعية في الفرد مع مصالحه المادية نجد الإنسان المتفلت من منهج الله يؤثر مصالحه المادية، ويلقي بفضائله الاجتماعية عرض الطريق، وهذا ما نجده في الأفراد والمجتمعات المادية.

الدافع الاجتماعي في المسلم ينبعث من عبادة الله:

أيها الأخوة الكرام، هذا هو الإنسان قبل أن يعرف الواحد الديان، وقبل أن يستنير عقله، وقبل أن تزكو نفسه، وقبل أن يصلح عمله، لكن الإسلام حينما غذَّى في الفرد الدافع الاجتماعي، وحث على لزوم الجماعة، ووهن فردية الإنسان وانعزاليته أراد أن يصعد هذا الدافع الاجتماعي، وأن يسمو به في كل مراحله ومستوياته،
• فجعل الإسلام الدافع الاجتماعي في المسلم ينبعث من عبادة الله وطلب مرضاته عن طريق خدمة عباده لا من تلبية حاجاته المادية والمعنوية،
• وجعل الإسلام النشاط الاجتماعي للمسلم يسري في قنوات نظيفة حددها الشرع الحكيم ضماناً لسلامة الفرد، وضماناً لسلامة المجتمع من الفساد والانحلال،
• وجعل كثيراً من الفضائل الخلقية والأعمال الجليلة لا تتحقق إلا عن طريق العمل الجماعي،
• وجعل الفردية والانعزالية سبباً لكثير من الرذائل الخلقية والأعمال الخسيسة،
هذه أيها الأخوة، بعض الأسس الاجتماعية من خلال مبادئ الإسلام وتشريعاته، والآن إلى النصوص القرآنية والنبوية التي تؤكد تلك المنطلقات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:

إقرأ أيضا:القسوة والعنف هل لهما مكان في الإسلام؟

عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة

[الترمذي عن عمر بن الخطاب]

وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بأنه مَألف أي أنه يألف ويؤلف،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:

المؤمن مألف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف

[أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه]

وتعميقاً لوحدة جماعة المؤمنين شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالبنيان يشد بعضه بعضاً،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:

المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه الشريفة

[متفق عليه عن أبي موسى الأشعري]

وزاد النبي صلى الله عليه وسلم في تعميق معنى وحدة المؤمنين حينما بيَّن أن كتلتهم الواحدة المتماسكة وبناءهم المتشابك بناء تسري فيه روح واحدة، وحس مشترك، فهم كالجسد الواحد تتعاون جميع أعضائه تعاوناً تاماً،
قال النبي صلى الله عليه وسلم:

المؤمنون كرجل واحد، إذا اشتكى عينَه اشتكى كلُه وإن اشتكى رأسَه اشتكى كلُه

[أخرجه أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن النعمان بن بشير]

إقرأ أيضا:الدين و الفطرة

وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم :

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى

[أخرجه أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن النعمان بن بشير]

الإسلام حض على ضرورة الانتماء للمجموع وسمو المشاعر الجماعية :

القرآن الكريم قد أشار إلى ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن من انتماء عميق إلى مجموع المؤمنين، ومن سمو المشاعر الجماعية عنده، ومن إيجابية مواقفه الغيرية،
قال تعالى :

(وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (188))

[سورة البقرة]

قال تعالى :

(وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ)

ولم يقل : ولا تأكلوا أموال أخوانكم، وكأن الآية تقول أيها المؤمن مال أخيك هو في الحقيقة مالك من زاوية أن قوة أخيك المالية قوة لك، وفي أكل ماله إضعاف للمجموع وإضعاف لك، ومال أخيك هو في الحقيقة مالك من زاوية ثانية، من زاوية وجوب المحافظة عليه فلإن تمتنع عن أكله بالباطل من باب أولى، ومال الفرد المسلم هو مال للجماعة، فينبغي أن ينفق وفق المنهج الإلهي الذي يوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة، فلو أنفق المال إسرافاً وتبذيراً أضر بالجماعة، لذلك يأمر الإسلام أن يحجر على تصرفات السفيه، وأن تكف يده عن ماله، قال تعالى :

إقرأ أيضا:العبادات معللة بمصالح الخلق

(تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (5))

[سورة النساء]

ومثل هذا قوله تعالى :

(وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ (11) )

[سورة الحجرات]

ومعلوم في البديهة أن الإنسان لا يلمز نفسه، وإنما يلمز غيره أي يحقره، ولكن لما كان المعنى الجماعي سارياً في كل الأفراد كان من يلمز أخاه كأنما يلمز نفسه، لأن له نصيباً من مضرة ما فعل، بوصفه جزءاً من الجماعة التي آذى بعض أفرادها، فسرى الإيذاء إلى الجماعة كلها.
أيها الأخوة الكرام، ترسيخاً لروح الجماعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتمع المسلمون على الطعام ليبارك لهم فيه، قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما نأكل ولا نشبع، فقال عليه الصلاة والسلام :

فلعلكم تفترقون، قالوا نعم، قال : فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه

[أبو داود عن وحشي بن حرب]

حينما يعتذر بعض الانعزاليين بأنهم يريدون أن يسلموا من أذى الناس بسبب مخالطتهم، لذلك هم يؤثرون الابتعاد عن المجتمع، يأتيهم البيان النبوي يؤكد لهم أن المسلم الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم، حتى إن بعض العبادات في الإسلام لا تؤدى إلا بشكل جماعي كعبادة الحج، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، وصلاة الجنازة، بل إن الإسلام حرص على أن تؤدى الصلوات الخمس جماعةً في المساجد، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه :

من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله

[مسلم عن جندب بن عبد الله]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ – أي الفرد – بسبع وعشرين درجة

[متفق عليه عن عبد الله بن عمر]

ولعل من أبلغ ما قيل في تعميق روح الجماعة بين المؤمنين قول النبي صلى الله عليه وسلم:

لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه

[أخرجه البخاري ومسلم عن أنس]

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ما من شأنه أن يسبب تنافر القلوب واختلافها:

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدافع الاجتماعي الذي غذاه الإسلام وسمى به ينبغي أن تضبطه ضوابط، وأن تنظمه أوامر، وأن تحصنه أخلاقه، وأن تحكمه قيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله أخواناً المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى هاهنا وأشار إلى صدره الشريف ثلاث مرات، بحسب مريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه

[رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة]

هذا الحديث حوى أكثر أحكام الإسلام منطوقة ومفهومة، وحوى أكثر الآداب إيماءً وتحقيقاً،
فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ما من شأنه أن يسبب تنافر القلوب واختلافها:

1. الحسد:

فالنبي عليه الصلاة والسلام ينهى عن الحسد الذي يرجع إلى ضعف الإيمان بحكمة الله وعدالته، وتمني زوال النعمة عن الآخرين، وهذا التمني مناقض للأخوة الإيمانية،

فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

2. النجش:

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النجش، وهو شراء صوري بسعر مرتفع بقصد الإضرار بالمشتري الحقيقي، وتحقيق ربح غير مشروع،

3. الخديعة والمكر:

وفي الحديث الشريف :

المكر والخداع في النار

وفي الحديث الآخر :

ملعون من ضار مؤمناً أو مكر به

[الترمذي عن أبي بكر الصديق]

4. التباغض بسبب الأهواء والمصالح:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التباغض بسبب الأهواء والمصالح، وحقيقة النهي عن التباغض هو نهي عن أسباب التباغض، فكل موقف، أو تصرف، أو كلام من شأنه أن يجرح أخاك فيبغضك محرَّم في دين الله، والتباغض أيها الأخوة يتناقض مع الألفة والمحبة، التي هي من خصائص المؤمنين،
قال تعالى:

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ أخوانا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103))

[سورة آل عمران]

5. الهجران:

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التدابر والهجران، فقال :

لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث

[البخاري عن أنس بن مالك]

ومن هجر أخاه ستة أيام فهو كسفك دمه.

6. الظلم:

فقد حرم النبي عليه الصلاة والسلام الظلم أشد التحريم، فلا يدخل عليه ضرراً في نفسه، أو دينه، أو عرضه، أو ماله،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله بل انصره مظلوما فكيف انصره ظالما قال تمسكه عن الظلم فذلك نصرك إياه

7. الخذلان:

وحرم النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحريم خذلان المسلم في دنياه، كأن يقدر الرجل على نصرة أخٍ مظلوم، وكف يد ظالمه، ثم لا يفعل، وكأن يقدر المسلم على نصرة أخيه في آخرته، كأن يقدر على نصحه وكفه عن غيه فلا يفعل،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه:

من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة

[أحمد عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه]

8. الكذب:

وحرم النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحريم أن يُكذب المسلم، أو يُكذَب عليه، فقد قال عليه الصلاة والسلام:

كبرت خيانةً أن تحدث أخاك حديثاً هو لك مصدق وأنت به كاذب

[أحمد وابن عدي والبيهقي عن النواس بن سمعان]

9. التحقير والتكبر:

وحرم النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحريم تحقير المسلم، لأن الله لما خلقه كرمه ورفعه وكلفه، واحتقار المسلم تطاول على مقام الربوبية، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :

بِحسْبِ المْرِء مِنَ الشرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلمَ

[رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه]

والاحتقار ناشئ عن الكبر، لما رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

الكبر بطر الحق – أي رده – وغمص الناس

[أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود]

أي احتقارهم،
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم:

لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ

[مسلم عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

وتعليل ذلك أن الكبر يتناقض مع العبودية لله، فكما أن قطرة من النفط واحدة تفسد قربة من العسل، كذلك ذرة من الكبر تفسد العبادة كلها.

10. حرمة الدم والمال والعرض:

ويبين النبي صلى الله عليه وسلم أن للمسلم حرمة في دمه، وحرمةً في ماله، وحرمةً في عرضه، وهذه الحرمات الثلاث يقوم عليها المجتمع المسلم الآمن،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه

وحفاظاً على الدم من أن يسيل، وعلى المال من أن يسرق، وعلى العرض من أن ينتهك شرَّع القصاص في الإسلام، وأعلنت الحدود، قال تعالى :

(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179))

[سورة البقرة]

11. الترويع:

بل إن ترويع المسلم محرم في الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام :

لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً

[الطبراني عن النعمان بن بشير]

أمر النبي بأداء الحقوق التي تورث المحبة:

وبعد أن نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أسباب العداوة والبغضاء أمر بكل ما من شأنه أن يمكِّن المحبة والألفة والتآخي بين المؤمنون فقال عليه الصلاة والسلام :

وكونوا عباد الله أخوانا

[رواه مسلم عن أنس بن مالك]

فأنتم عباد الله، ومن شأن العبد أن يطيع الله ربه فيما أمر وفيما نهى، والله يريدكم أن تكونوا أخواناً.
في حديث آخر يبين النبي صلى الله عليه وسلم الحقوق، ولا شك في أن أداء هذه الحقوق تورث المحبة والألفة والأخوة،
قال النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً الحقوق:

رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس، وإذا استنصَحَك فانصحْه

[متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه]

من حقه عليك.

الخلل في المجتمع ناتج عن الخروج عن الأمر التكليفي:

أيها الأخوة المؤمنون، الأمر التكويني فعل الله، والأمر التكليفي أمر الله ونهيه، لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وكرمه أعظم تكريم بأمر تكويني، وكلفه أن يبني مجتمعاً فاضلاً أساسه التعاون والتنظيم والعمل المنتج وتحكمه القيم، قيم العدل والرحمة والإحسان بأمر تكليفي، خلقه بأمر تكويني وأمره أن يبني هذا المجتمع الفاضل بأمر تكليفي، فإذا ظهر الخلل والفساد في المجتمع البشري فسببه الخروج عن الأمر التكليفي.

والحمد الله رب العالمين

منقول عن: الخطبة الإذاعية (34) : خ1 – الجانب الإجتماعي عن الإنسان ، خ2 – النحل.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1994-10-28

السابق
الذوق في الإسلام
التالي
الدين و الفطرة