بسم الله الرحمن الرحيم
الإحسان للوالدين حتى ولم يكونا مسلمين:
وعندنا قضية أخرى متعلقة ببر الوالدين:
الشيء الأساسي أن العلماء قالوا:
لا يختص بر الوالدين، بأن يكونا مسلمين
يعني أحياناً شابٌ يتعلم الدين في المسجد، ويرى أن أباه دينه قليل، فيتهمه بألفاظ كبيرة ويسيء العلاقة مع أبيه.
استمعوا أيها الإخوة: لا يختص برّ الوالدين بأن يكونا مسلمين، فلو كانا مشركين فأنت ملزمٌ ببرهما، فكيف إذا كانا مسلميْن ولكنهما مقصّريْن ؟ أيحق لك أن تتهمَهما في دينهما ؟ أيحق لك أن تغلظ عليهما القول ؟ أيحق لك أن تكون عنيفاً معهما ؟ يقول الله عزَّ وجل:
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
[آية 8 سورة الممتحنة]
إذا كان الله سبحانه وتعالى لا ينهانا عن الذين لم يقاتلونا في الدين أن نبرّهم، فلأن نبرَّ والدينا من باب أولى.
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، قالت:
قَدِمَتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عَهْد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستـفتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قلت: ‘ قَدِمَتْ عليَّ أمِّي وهي رَاغِبة، أفأصلُ أمِّي ؟ ‘ قال: ‘ نعم، صِلي أمكِ ‘. زاد في رواية، فأنزل الله فيها: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ }
إقرأ أيضا:المؤمن صابر شاكر[حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي بن سلول، وهو في ظل أجمة فقال: ” قد غبَّرَ علينا ابن أبي كبشة ” فقال ابنه عبد الله بن عبد الله: ” والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب، لئن شئت لأتيتك برأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته “
[حديث حسن، أخرجه البزار وابن حبان والحاكم]
ألدُّ أعداء النبي، رأس المنافقين، أمر النبي عليه الصلاة والسلام ابنه أن يبرَّه.. هذا هو الشرع، هذا هو الدين، هذا هو الإسلام.
إقرأ أيضا:الأخوة بين المؤمنينوالحمد الله رب العالمين
منقول عن:
التربية الإسلامية – الحقوق – حقوق الأباء على الأبناء – الدرس (1-2) : أهمية وحكم برالوالدين .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1989-10-22