يظن بعض الشباب أن الإلحاد والابتعاد عن الدين والتكيف مع ظروف الحياة والتعايش معها بعيدا عن المعتقد الديني، هو مفتاح السعادة في الحياة المعاصرة!
ضاري الشريدة
ظاهرة الإلحاد ظاهرة عالمية وليست محلية فقط، ولا يكاد يخلو منها أي مجتمع إنساني على اختلاف الأديان والمعتقدات. وهناك لا شك عوامل عديدة ومسببات تؤدي إلى هذه الحالة السيئة، رغم استغرابي الشديد من وجودها في مجتمعاتنا الشرقية، التي تعتبر محافظة إلى حد كبير، وتتأثر وترتبط بقوة بالمعتقدات الدينية.
حينما ينشأ الأبناء في بيئة أسرية تهاجم بشكل مستمر رجال الدين، وتوجه لهم إساءات متكررة قد تصل في بعض الأحيان إلى الإساءة للسنة النبوية، حتما سيكون هذا الأمر ذا مردود سلبي قد يولد لاحقا ازدراء للدين واستهتارا بتعاليمه وأعرافه، مع الأخذ في الاعتبار أن الرجل المتدين بهيئته التي تميزه عمن سواه، هو ليس الوحيد الذي يمثل الدين. فالمهم بالنهاية الجوهر والفكر النقي وحسن الظن بالخالق والخلق، والأدب والأخلاق وحسن المعاملة وأداء العبادات والواجبات الشرعية من باب العبادة الحقة وليس من باب الرياء.
إقرأ أيضا:الإلحاد في بلادنا.. غوصٌ إلى العمق (الجزء الأخير)وحينما يشاهد بعض صغار السن الذين لا يزالون في مرحلة التشكل الشخصي والأيديولوجي، تلك الجماعات التي تنتهك المحرمات وتسفك دماء الأبرياء باسم الدين، ويحاربون في كل العالم على وجه العموم، وتوجه سهام انتقاداتهم نحو الدين الإسلامي، يظن أولئك الشباب أن الإلحاد والابتعاد عن الدين والتكيف مع ظروف الحياة والتعايش معها بعيدا عن المعتقد الديني، هو مفتاح السعادة في الحياة المعاصرة!
التربية السليمة.. مانع حصين من الإلحاد
التربية والتنشئة الأسرية السليمة، والمحيط الاجتماعي لهما دور كبير جدا في تدعيم شخصية الفرد، وقطع الطريق أمام أي أفكار سلبية من شأنها تجاوز الخطوط الحمراء والتي يأتي الدين في مقدمتها.
الأسرة لها دور كبير جدا في تغذية عقول أبنائها وإمدادها بالثقافة الإيجابية والمعتدلة، التي تمثل الدين وثقافة المجتمع الموروثة ومحاولة عدم الخروج عن مسارها بدعوى التحرر والانفتاح؛ فالانفتاح والتطور لا يجب أن يكونا على حساب الدين أو القيم الاجتماعية الحسنة.
إقرأ أيضا:الاستقراء والاستنباط.. مناهج لإعمال العقل أم تعطيلهحاوروا أبناءكم واحتووهم فكرياً، وكونوا خير قدوة لهم فهم رجال ونساء المستقبل، فمراحلهم العمرية المبكرة تحتمل التصحيح والتقويم.