استنزاف البدائل :
المصداقية الكاملة لأصالة القرأن الكريم تأتى من الثقة المتناهية فى كثير من نصوصه التى تنهج منهجا مختلفا أُطلق عليه ” استنزاف البدائل “. فى جوهر هذا الإتجاه يقول القرآن ” هذا الكتاب تنزيل من رب العالمين ؛ إذا أنت لم تعتقد ذلك فماذا يكون إذا ؟؟؟ وبكلمات أخرى ، القرآن يتحدى القارئ بأن يأتى بتفسير آخر . هذا كتاب من ورق ومداد ما هو مصدره إذا ؟؟؟ القرآن يقرر أنه موحى به من الله سبحانه وتعالى ، فإذا كان غير ذلك فمن أى المصادر جيء به ؟؟؟ الحقيقة الكبرى أنه حتى الآن لم تصدر إجابة يقبلها العقل . وهكذا استنزفت كل البدائل !!! وقد حصر غير المسلمين هذه البدائل فى اثنتين فقط أو مدرستين للفكر متعارضتين ، وتصر كل مدرسة على إحدى هذه البدائل أو الأخرى !!!
هناك مجموعة كبيرة من غير المسلمين بحثوا القرآن الكريم وخرجوا بالمقولة التى سبقهم بها المشركين فى مكة ، وقالوا لقد كان محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يعتقد أنه نبى ” لقد كانت به جنة ” ، فهم يعتقدون بجنونه بشكل ما . وفى المقابل يقول الآخرون ” هناك شئ نجزم به ونعتقده ” لقد كان كذابا ” … وهاتين المقولتين متعارضتين تمام التعارض .
إقرأ أيضا:العسلوفى الحقيقة هناك مراجع كثيرة تذكر هاتين النظريتين . يبدؤا بقول أنه مجنون ثم ينتهوا بقول أنه كذاب !!! ولا يدركون بقليل من التفكير أن الإتهامين متناقضين ولا يمكن الجمع بينهما ؟؟؟ مثلا لو كان أحدهم مخدوع ويظن أنه نبى فإنه لايجلس متأخرا بالليل يخطط ، كيف أقول للناس فى اليوم التالى لأخدعهم ، فهو يتصور أنه سيوحى إليه وستأتيه الإجابة على أسئلتهم بالوحى .
إقرأ أيضا:شكوك الملحدين.. مكرٌ واستعلاء أم بحث عن الحقيقة؟!