أذكار السجود
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في السّجود عدداً من صيغ الأذكار، والمستقرءُ للأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب يخلُص إلى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان ينوّع بينها، لذا يحسنُ بالمسلم اقتداءً بهدي النبي الكريم أنْ يتخيّر منها في صلواته، وأنْ يأتي ببعضها حيناً وببعضها الآخر في صلوات أخرى.
ومن جملة هذه الأذكار ما يأتي:
قول: (سُبحان ربي الأعلى). [أخرجه مسلم]
قول: (سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي). [أخرجه البخاري]
قول: (سُبُّوحٌ قُدُّوس، رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوحِ). [أخرجه مسلم]
- قول: (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ). [أخرجه مسلم]
إقرأ أيضا:أذكار ليلة الجمعة
- قول: (سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ). [أخرجه أبو داود، صحيح]
الأدعية المأثورة في السّجود
جاء في عدد من الرّوايات -أيضاً- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلّم- كان يدعو في سجوده ببعض الأدعية، وفيما يأتي الإشارة إليها:
- دعاء: (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ). [أخرجه مسلم]
- دعاء: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ). [أخرجه مسلم]
- دعاء: (اللَّهمَّ اغفر لي ما أسرَرتُ وما أعلنتُ). [أخرجه النّسائي]
- دعاء: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتي نُورًا، وَاجْعَلْ لي نُورًا). [أخرجه مسلم]
- دعاء: (اللَّهُمَّ سَجَدَ لكَ سَوادي وخَيالي، وبكَ آمَنَ فؤادي، أَبوءُ بنِعمتِكَ عَلَيَّ، وهذا ما جَنيتُ على نَفسي، يا عظيمُ، يا عظيمُ، اغفِرْ لي؛ فإنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ العظيمةَ إلَّا الرَّبُّ العظيمُ). [أخرجه الحاكم، صحيح الإسناد]
إقرأ أيضا:شرح ذكر أصبحنا على فطرة الإسلام
الدّعاء بغير المأثور في السّجود
صحّ في الحديث عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: (ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ).
وثبت أيضاً في حديث آخر قوله -صلى الله عليه وسلّم-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)، وقد استند أهل العلم على هذه الأحاديث للتأكيد على مشروعية واستحباب الدّعاء في موضع السّجود.
إقرأ أيضا:شرح ذكر أصبحنا على فطرة الإسلاموقد تقرّر عند أهل العلم أنّ المسلم يُشرع له أنْ يدعو الله -سبحانه- في السّجود ويسأله حاجته بما يفتح عليه، ولو كانت هذه الأدعية من خارج المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-، ولا يخفى أنّ مراعاة ما ثبت من الأدعية عن النبي الكريم أفضل.
ورغم ذلك؛ ربما يكون للمسلم حاجات خاصة ومشروعة؛ كتفريج كرب أو قضاء دين وغيرها ممّا يتحصّل له بها العافية في أموره؛ فيضعها بين يدي مولاه -عزّ وجلّ- في سجوده، ويدعو بها فلا بأس في ذلك؛ بل يكون قد أصاب السّنة في تخيّر السّجود؛ حيث عدّه النبي الكريم أرفع درجات القُرب من الله -سبحانه-.