أدعية تيسير الزواج
إنّ دعاء المسلم أو المسلمة بأيّ دعاء لتيسير أمر زواجهما هو أمر لا حرج فيه، ولكنّ هذه الأدعية ليست من الأدعية المأثورة، ولا يوجد أي حرج من الدّعاء بما كان من الأدعية غير المأثورة، ومنها: (1)
- حديث أنس قال:” كان أكثر دعاء النّبي صلّى الله عليه وسلّم: اللهم آتنا في الدّنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النّار “، رواه البخاري ومسلم.
- الدّعاء الذي علمه النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – لمن سأله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال:” قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، فإنّ هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك “، رواه مسلم من حديث طارق الأشجعي.
- ربّنا آتنا في الدّنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النّار، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كلّ خير، واجعل الموت راحةً لي من كلّ شرّ، اللهم إنّي أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرّ كله، ما علمت منه وما لم أعلم.
- قوله صلّى الله عليه وسلّم:” ثلاث حقّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والنّاكح الذي يريد العفاف “، رواه الترمذي.
- إنّ للمسلم أن يدعو بما شاء ممّا أحبّ، ولو لم يرد مضمونه صريحاً في الأدعية المأثورة، ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم، والله سبحانه وتعالى قريب مجيب لمن دعاه كما قال تعالى:” وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون “، البقرة/186، وقال تعالى:” وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم “، غافر/60، وعلى الدّاعي أن لا يغفل عن قوله تعالى:” فليستجبوا لي وليؤمنوا بي “.
حكم الدعاء بتيسير الزواج
يعدّ الزّواج نوعاً من أنواع الرّزق، وسيأتي المسلم ما كتب له منه، ولكن على المسلم أن يقوم بالأخذ بالأسباب، بل عليه أن يفعل الأسباب ويفوّض أمره إلى الله، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز… “.
إقرأ أيضا:كيف أخشع في الدعاءويعتبر الدّععاء واحداً من أهمّ وأعظم هذه الأسباب، ولا حرج على المسلم في أن يدعو بتعجيل الزّواج وغيره من خير الدّنيا والآخرة، روى أحمد وابن ماجه، وصحّحه الألباني عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – علمها هذا الدّعاء:” اللهم إنّي أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرّ كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم…“، وهذا لا ينافي ما ورد من النّهي عن تعجّل الإجابة، للحديث الذي رواه مسلم عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أنّه قال:” لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدّعاء “. (2)
شروط الدعاء
إنّ للدعاء شروطاً لا بدّ من القيام بها، وهي: (3)
- أن يخلص المسلم في دعائه، وهذا يعني أن يقوم بتصفية الدّعاء، والعمل كذلك من كلّ أمر يشوبه، وأن يصرف ذلك كله لله وحده سبحانه وتعالى، بدون أيّ رياء، أو سمعة، ولا تصنّع، وإنّما يرجو الثّواب من الله عزّ وجلّ وحده.
- أن يقوم بمتابعة الدّعاء، وهذا شروط يجب أن يتوافر في جميع العبادات، وذلك لقوله سبحانه وتعالى:” قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا “، الكهف/110.