ملخص المقال
- ابن أبي حاتم الرازي، أحد كبار علماء التفسير والحديث والجرح والتعديل، فمن هو ابن ابي حاتم؟ وكيف كانت نشأته ورحلاته؟ وما مؤلفاته؟
اسمه ونسبه
هو عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي، يكنى أبا محمد، واشتهر بابن أبى حاتم. أصلهم من أصبهان، ثم انتقلوا إلى الري وهي بلدة كبيرة من بلاد الديلم [1].
ولادة ابن أبي حاتم الرازي
ولد ابن أبي حاتم سنة 240هـ / 854م [2].
نشأة ابن أبي حاتم الرازي
نشأ ابن أبى حاتم في رعاية والده، الذي غرس فيه روح العلم والتقى، فحفظ القرآن الكريم في صغره. قال ابن أبى حاتم: “لم يدعني أبي أشتغل في الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان ثم كتب الحديث” [3].
عبادة ابن أبي حاتم الرازي وتقواه
قال أبو عبد الله القزويني: “إذا صليت مع عبد الرحمن فسلم إليه نفسك يعمل بها ما يشاء”.
وقال أحمد بن عبد الله النيسابوري: “كنا عند عبد الرحمن وهو يقرأ علينا الجرح والتعديل الذي صنفه، فدخل يوسف بن الحسين الرازي فجلس وقال: يا أبا محمد، ما هذا؟ قال: أظهر أحوال العلماء من كان ثقة ومن كان غير ثقة. فقال له يوسف: أما استحيت من الله تعالى تذكر أقواما قد حطوا رواحلهم في الجنة أو عند الله منذ مائة عام أو مائتي سنة، تغتابهم؟ فبكى عبد الرحمن، وقال: يا أبا يعقوب، والله لو طرق سمعي هذا الكلام قبل أن أصنفه، ما صنفته! وارتعد وسقط الكتاب من يده ولم يقرأ في ذلك المجلس [4].
رحلات ابن أبي حاتم الرازي العلمية
قال ابن أبى حاتم: رحل بي أبى سنة خمس وخمسين ومائتين وما احتلمت بعد، فلما بلغنا ذا الحليفة احتلمت، فسر أبي حيث أدركت حجة الإسلام، فسمعت في هذه السنة من محمد بن عبد الرحمن المقرئ. فهذه كانت أول رحلة للإمام عبد الرحمن، وفي عام ستين ومائتين ذهب إلى مكة المكرمة، وفيها سمع من محمد بن حماد الطهراني. وفي عام اثنين وستين ومائتين رحل إلى بلدان السواحل والشام ومصر. وفي عام 264 هـ رحل إلى أصبهان ولقى في هذه الرحلة يونس بن حبيب [5].
شيوخ ابن أبي حاتم الرازي
ذكر الذهبي في التذكرة جماعة من قدماء شيوخ ابن ابى حاتم الذين ماتوا سنة 256هـ فما بعدها إلى الستين، منهم عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج، وعلى بن المنذر الطريقي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن حسان الأزرق، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وحجاج بن الشاعر، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي. ومن أئمة شيوخه أبو زرعة الرازي، ومحمد بن مسلم بن وارة، وعلى بن الحسين بن الجنيد، ومسلم بن الحجاج صاحب الصحيح، وجماعة كثيرة [6].
تلاميذ ابن أبي حاتم الرازي
1- أبو حاتم محمد بن حبان البستي المتوفى سنة 354هـ.
2- عبد الله بن عدي الجرجاني المتوفى سنة 365هـ.
3- أبو محمد عبد الله بن محمد بن حبان (أبو الشيخ) المتوفى سنة 369هـ.
4- القاضي يوسف بن القاسم الميانجي المتوفى سنة 375هـ.
5- محمد بن إسحاق النيسابوري (الحاكم الكبير) المتوفى سنة 378هـ.
6- محمد بن إسحاق بن مندة المتوفى سنة 395هـ.
تحمله الشدائد في تحصيل العلم
قال ابن أبى حاتم: “كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ وبالليل للنسخ والمقابلة، قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا. فقالوا: هو عليل. فرأينا في طريقنا سمكا أعجبنا فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس فلم يمكننا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا. لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه! ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد [7].
أقوال العلماء في علم ابن أبي حاتم الرازي
قال أبو يعلي الخليلي: “أخذ أبو محمد علم أبيه وأبى زرعة، وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال حتى في الفقه وفي اختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار”.
وقال الذهبي عنه: “كان بحرا لا تكدره الدلاء”.
وقال أحمد بن علي القرضي: “ما رأيت أحدا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قط”.
وقال ابن كثير: “كان من العبادة والزهد والورع والحفظ على جانب كبير” [8].
مصنفات ابن أبي حاتم الرازي
1- آداب الشافعي ومناقبه- طبع.
2- بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه- طبع.
3- المعرفة- طبع.
4- علل الحديث- طبع.
5- زهد الثمانية من التابعين- طبع.
6- المراسيل- طبع.
7- أصول السنه واعتقاد الدين.
8- الرد على الجهمية.
9- فضائل الإمام أحمد.
10- فوائد أهل الري.
وفاة ابن أبي حاتم الرازي
توفى ابن أبي حاتم رحمه الله سنة 327 هـ / 938م بمدينة الري وبلغ من العمر 87 عاما، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته [9].
[1] الأنساب للسمعاني 4/ 287، وسير أعلام النبلاء للذهبي 13/ 250.
[2] تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 829.
[3] سير أعلام النبلاء 13/ 265.
[4] سير أعلام النبلاء 13/ 268.
[5] تذكرة الحفاظ 3/ 381، وسير أعلام النبلاء 13/ 266.
[6] عبد الرحمن بن يحيى المعلمى اليماني: مقدمة تحقيق كتاب الجرح والتعديل، ص1- 26.
[7] تذكرة الحفاظ 3/ 976، أخبار أصبهان 2/ 90.
[8] سير أعلام النبلاء 13/ 246، 266. وتذكرة الحفاظ 3/ 830، والبداية والنهاية لابن كثير 11/ 191.
[9] تذكرة الحفاظ 3/ 831