الأنبياء والرسل
أرسل الله تعالى إلى العالمين أنبياءً ليدعوهم إلى طريق الحق والهداية، ومن بين أولئك الأنبياء صلوات الله عليهم سيدنا يونس عليه السلام الذي أرسله الله تعالى بعد سيدنا سليمان وقبل المسيح عيسى بن مريم، وقد وردت سورة بأكملها في القرآن الكريم تحمل اسمه وقصّته.
نبي الله يونس عليه السلام
أُرسل سيدنا يونس عليه السلام إلى أهل نينوى في الموصل العراقيّة ليدعوهم للتوحيد والهداية وإلى طريق الحق، وهو يونس بن متّى بن ماتان بن سليمان، ويُقال بأنّ متّى اسم أمه وليس أبيه، وكانت بعثته للنبوّة في القرن الثامن قبل الميلاد أي قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، وكان قومه يعبدون الأوثان، ومن أشهر الأصنام التي عبدوها الصنم عشتار، كما عبدوا من دون الله تعالى ثوراً مجنّحاً وهو يجمع بين الإنسان والحيوان فله رأس إنسان وجسم ثور وهو ذو خمسة أرجل.
يُقال بأنّ نبي الله يونس عليه السلام، قد ولد في بلاد الشام في بلدة كفرا الجنوبية الواقعة في منطقة بنت جبيل في لبنان في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم انتقل للعيش والإقامة في نينوى الواقعة على نهر دجلة باتجاه مدينة الموصل، ولُقّب بـ"ذي النون"، لأنّ النون هو الحوت وذي النون هو صاحب الحوت، أي الحوت الذي ابتلعه، ووُلد في كنف أسرة فقيرة فقد امتهن والده الاحتطاب وكان مصدر رزقه فيبيعه للناس، وكان رجلاً زاهداً فقير الحال مؤمناً بالله تعالى.
قصة يونس عليه السلام مع قومه
حاول نبي الله يونس عليه السلام إقناع قومه بالرجوع إلى الله تعالى وترك عادات الجاهلية في عبادة الأوثان، لكنهم أظهروا الرفض التام لقبول أية دعوة منه للعودة إلى الله تعالى وحده، فأصروّا على عبادة الأوثان، ولم يظهروا أية استجابة له كما هو الحال في الأمم الغابرة التي مضت، فتوّعدهم بالعذاب الأليم من الله تعالى في يوم معلوم إن لم يعودوا إلى الله تعالى ويتوبوا، وبذلك قد ظن بأنه قد أدى رسالته التي أرسله الله تعالى لإيصالها لقومه وترك قومه غاضباً قبل وقوع الغضب عليهم دون أمر من الله تعالى.
إقرأ أيضا:بحث عن يوسف عليه السلامكانت المفاجأة بأنه عند حلول موعد العذاب وبدأت إنذاراته وإشارات صدقه بالظهور، ذهبوا إلى ظاهر المدينة والتجؤوا إلى الله تعالى تائبين وذهبوا يبحثون عن يونس في مناكب الأرض ليشهروا له إيمانهم وتوبتهم إلى الله تعالى، ويطلبون منه أن يكف الله عنهم العذاب ولكن لم يكن لهم أن يجدوه، فلما صدقوا بالتوبة منع عنهم الله تعالى العذاب وآمنوا بالله تعالى وحده لا شريك له دون عبادة الأصنام