أهمية الإخلاص والمتابعة
مما يدل على أهمية الإخلاص والمتابعة اللذين هما شرطا قبول العبادة مايلي:
1_ أن الله أمر بإخلاص العبادة له، قال _ تعالى _: [وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] (الأعراف: 29).
2_ أن الله _ تعالى _ اختص نفسه بالتشريع، فهو حقه وحده، ومن تَعَبَّد الله بغير ما شرع فقد شارك الله _ عز وجل _ في تشريعه، قال _ تعالى _:[شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ] (الشورى: 13).
وقال:[وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ] (الأنعام: 153).
3_ أن الله أنكر على من يشرِّع من عند نفسه، قال _تعالى_:[أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ] (الشورى: 21).
4_ أن الله أكمل لنا الدين، ورضيه لنا، قال _ تعالى _: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً] (المائدة:3).
فالابتداع في الدين إنما هو في الحقيقة استدراك على الله وعلى رسوله ” واتهام للدين بالنقص.
5_ أنه لو جاز للناس أن يتعبدوا بما شاؤوا، كيفما شاؤوا لأصبح لكل إنسان طريقتُه الخاصة بالعبادة، ولأصبحت حياةُ الناس جحيماً لا يطاق؛ إذ يسود التناحر والتنافر؛ لاختلاف الأذواق، مما يؤدي إلى الشقاق والافتراق.
والاتباعُ وترك الابتداع أعظمُ سببٍ للائتلاف والاجتماع.
6_ لو جاز للناس أن يعبدوا الله بما شاؤوا كيفما شاؤوا لترتَّب على ذلك عدم حاجة الناس إلى الرسل، ولا يقول بهذا عاقل([1]).
———————–
([1]) الكلام في هذا بعضه مستفاد من مذكرة في التوحيد للشيخ د. عبدالله الجاسر.