أمم ضلَّت في أسماء الله وصفاته سبحانه
قال تعالى: ” وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” [الأعراف : 180].
لما عجز الشيطان أن يُنسي بني آدم وجود الله (سبحانه) فقد احتال ابليس عليهم وبدَّل دينهم وفطرتهم فأنساهم أسماء الله الحُسنى وصفات كماله وجلاله فعرفوا بذلك إلهًا غير الله وربًا غير خالقهم، فعرفوا إلهًا له صفات ناقصة يوصف بالعجز والنقص والتعب والتجسد في صورة البشر.. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، ومن هؤلاء:
اليهود يصفون الله بالفقر
قال تعالى في اليهود: ” لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ” [آل عمران : 181]عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
ويصفونه سبحانه بالبخل أيضًا:
قال تعالى: ” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ” [المائدة : 64].
قال ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة بأنهم وصفوه تعالى عن قولهم علوًا كبيرًا بأنه بخيل كما وصفوه بأنه فقير([1]).
الأشاعرة أخبث من اليهود:
إقرأ أيضا:معنى لا إله إلا الله
فقد قال اليهود: «يد الله مغلولة» فأثبتوا اليدَ لله، أما الفرق الضالة من الأشاعرة والمعطلة والجهمية وغيرها فقد قالوا: (ليس له يد) بل ونفوا صفات الله كالوجه، والعين وغيرها وما لم يستطيعوا نفيه أوَّلوه تأويلًا فاسدًا أو عطَّلوه فجمعهم الإلحاد في أسماء الله وصفاته وتفرَّقت بهم طرقه.
اليهود والنصارى يقولون «أن لله ولدا»:
قال تعالى: ” وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ” [التوبة : 30].
فردَّ الله سبحانه عليهم في نفس الآية بقوله: ” ذَٰلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ” [التوبة : 30].
النصارى لا يُفرِّقون بين الله والبشر:
وهذا ما قاله النصارى، قال تعالى: ” لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ” [المائدة: 72].
الردُّ عليهم: وهذا ما قاله المسيح عليه السلام:
قال تعالى: ” وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ” [المائدة : 72].
إقرأ أيضا:من كمال التوحيد الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى
ويقولون إن الله ثالث ثلاثة:
هذا ما قالوه: قال تعالى: ” لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ “[المائدة : 73].
وهذا ردُّ الله عليهم:
قال تعالى: ” وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة : 73-74].
ويقولون إن الله يتعب!!
هذا ما قالوه. قال قتادة: قالت اليهود –عليهم لعائن الله- خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ثم احتاج للراحة في اليوم السابع وهو يوم السبت ويسمونه يوم الراحة([2]).
وهذا ردُّ الله عليهم، قال تعالى: ” وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ” [ق : 38].
قال ابن كثير: «وما مسنا من لغوب» أي من إعياء ولا تعب ولا نصب([3]).
ويظنون أن الله ينام:
فإن النصارى يظنون أن الله ينام في كل عام مرة عند رأس السنة الميلادية في منتصف الليل (الساعة الثانية عشر ليلًا) ومن أجل ذلك يطفئون الأنوار ثم يفعلون ما بدالهم من الحرام لظنهم أن الله لا يراهم في هذا الوقت.
إقرأ أيضا:هذا هو الله… الرزاق، الوهابوهذا ردُّ الله عليهم. قال تعالى: ” اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ” [البقرة : 255].
وهذا ردُّ الرسول صلى الله عليه وسلم : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام»([4]).
الجهمية([5]) ينفون عن الله صفاته –سبحانه-
وهذه الطائفة تنفي صفات الله سبحانه فهم يزعمون أن الله لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم وليس له وجه ولا يد، ولا عين، وأن الله لا يُرى يوم القيامة، وأنه ليس في السماء، ولا فوق عرشه، وأن القرآن كلام الله مخلوق، وينكرون صريح القرآن والسنة، فردُّ الله عليهم، قال تعالى: ” الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ” [طه : 5]، وقوله – عزَّ وجلَّ – : ” وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ” [النساء : 164]، وكقوله سبحانه:” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) ” [القيامة].
قال الثوري: من قال القرآن مخلوق فهو كافر([6]).
وقال محمد بن يوسف: من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر، ومن زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر([7]).
وقال سعيد بن عامر: الجهمية أشر قولًا من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله (تبارك وتعالى ) على العرش، وقالوا هم(أي الجهمية وأشباههم): ليس على العرش شيء([8]).
وبنفيهم تلك الصفات عن الله سبحانه فقد اقترفوا إثمين عظيمين:
الأول- بنفيهم صفات الله سبحانه فقد خالفوا الحق وكذبوا صريح القرآن وصحيح السنة.
الثاني-حينما نفوا صفات الله سبحانه فقد عبدوا إلهًا أشبه ما يكون بالعدم أو الصنم.
قال البخاري – رحمه الله -:قال بعض أهل العلم: «إن الجهمية هم المشبهة لأنهم شبهوا ربهم بالصَنم والأَصَمِّ والأبكم الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ولا يخلق»([9]).
وقال الجهمية أيضا عن الله سبحانه:«وكذلك لا يتكلم ولا يبصر نفسه».
وقال ابن المبارك:«كل قوم يعرفون ما يعبدون إلا الجهمية»([10]).
القاديانية الاحمدية([11])أشد كفرًا من اليهود والنصارى
تلك الفرقة من الفرق الضالة الخبيثة وعقائدها من العقائد الباطلة، فقد ادعى مؤسسها غلام أحمد القادياني النبوة، بل ورفع نفسه فوق الأنبياء وافترى على الله كذبًا وأنه يُوحَى إليه([12])من الله سبحانه، حتى قتله الله «بالكوليرا»، حتى خرجت النجاسات من فمه الذي طالما أخرج النجاسات من الضلالات والخرافات.
فانظر إلى عقيدتهم الخبيثة وكيف يفترون على الله الكذب في أقوالهم.
* يعتقدون أن الله يصحو وينام ويصوم:
يقول المتنبي الكذَّاب «غلام أحمد القادياني»«قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام»([13]).
*يعتقدون أن الله يخطئ ويصيب:
يقول الكذاب: قال الله: «إني مع الرسول أجيب، أخطئ وأصيب»([14]).
* عقيدة القاديانية: أن غلام أحمد القادياني هو ابن الله، بل هو الله نفسه. فيقول الغلام الكذاب: قال الله لي: «أنت من مائنا»([15]).
ويقول أيضًا: «خاطبني الله بقوله: اسمع يا ولدي»([16]).
بل وازداد كذبه فقال: «قال لي الرب: أنت مني وأنا منك ظهورك ظهوري»([17]).
” سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ” [الإسراء : 43].
—————————–
([1]) تفسير ابن كثير (2/72).
([2]) تفسير ابن كثير (4/221).
([3]) المصدر السابق.
([4]) رواه مسلم.
([5]) الجهمية: نشأت هذه الفرقة الخبيثة في أوائل القرن الثاني الهجري على يد «الجعد بن درهم»، وهو أول من قال بأن القرآن مخلوق، وأنكر أن يكون الله تكلم به وأنكر كلام الله سبحانه لموسى، كما أنكر أن الله اتخذ إبراهيم خليلًا، وتكلم في صفات الله سبحانه وأنكرها وما لم يستطيع إنكاره أوَّله تأويلًا فاسدًا.
قال ابن تيمية – رحمه الله -: إن أول ما حفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام- أعني أن الله ليس على العرش حقيقة وأن معنى استوى بمعنى- استولى ونحو ذلك –الجعد بن درهم، وأخذها عنه «الجهم بن صفوان»، وأظهرها، فَنُسِبَت مقالةُ الجهمية إليه
* فأما الجعد بن درهم فقد قتله «خالد بن عبد الله القسري» فذبحه وضحى به في أول أيام عيد الأضحى سنة 124هـ.
* وأما الجهم بن صفوان فقد أمر «سلم بن أحوز» بقتله، ويقال طعنه رجل في فمه فقتله.
([6]) «خلق أفعال العباد» للبخاري (6).
([7]) المصدر السابق (ص13).
([8]) المصدر السابق (ص7).
([9])، (2) «خلق أفعال العباد» (20).
([10]) المصدر السابق (ص13).
([11]) نشأت فرقة القاديانية(المسماة الان بالاحمدية) في القرن التاسع عشر في قاديان في الهند، وكان مؤسسها «غلام أحمد القادياني »، وكان هذا الغلام عميل إنجليزي يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات ويعمل بالسحر ويستحل الحرمات، وقد ادعى النبوة وسبَّ الأنبياء وتنقصهم ورفع نفسه فوقهم جميعًا، وهؤلاء القاديانيون يتركزون في «لندن» و «الهند» وبدأوا الانتشار في البلاد الإسلامية والعربية، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولهذه الفرقة نشاطٌ واضح في وقتنا الحالي في نشر ضلالاتهم من خلال موقعهم على «الإنترنت» ومن خلال قناتهم الفضائية التي تبث إرسالها من «لندن» والتي تستتر تحت اسم «القناة الإسلامية الأحمدية». ولهم جامعة في حيفا تحتضنها اسرائيل 0 فتحذير الناس من شرِّهم واجب.
([12]) وقد صدق أنه يُوحى إليه، ولكن الذي يوحي إليه هو الشيطان كما قال تعالى فيه و في أمثاله: ” وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ” [الأنعام : 112]، وكما قال تعالى: ” وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ” [الأنعام : 121].
([13]) البشرى (2/97) للغلام القادياني.
([14]) المصدر السابق (2/79).
([15]) أنجام أتم للغلام (ص55).
([16])البشرى (1/49) للغلام.
([17]) وحي المقدسي (650) للغلام نقلًا من كتاب الجزاء من جنس العمل لفضيلة الدكتور سيد العفاني وللزيادة في معرفتهم راجع (ص291-307) من الجزء الأول من الكتاب المذكور.