ما هو أفضل وقت للرقية الشرعية؟
الرقية الشرعية مشروعةٌ في كلّ وقت، فلم يرد شرعاً أنّها تُخصّص في وقتٍ دون غيره، ولكن يرى بعض أهل العلم أنّ الرقية الشرعية في الصباح وفي المساء أَوْلى وأفضل، لثبوت فضل الذكر في هذين الوقتين، كما أنّ اختيار الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء للرّقية أفضل، لكنّه ليس من شروط الرقية الشرعية، بل الأمر في اختيار وقت قراءتها واسع.
ويرى بعض أهل العلم أنّ تحرّي أوقات إجابة الدعاء كجوف الليل لقراءة الرقية الشرعية أمرٌ حسنٌ من باب أنّ الرقية دعاءٌ لله -تعالى- وتضرُّعٌ بين يديه، وعلى كلٍّ فينبغي للمرء عند اختيار وقتٍ لقراءة الرقية والاستشفاء بالقرآن الكريم أن يكون حاضر الذّهن والقلب فيه، فتدبُّر الأدعية والآيات والخشوع أثناء قراءتها واستحضار عظمة الله -سبحانه- من أكثر ما ينفع المرء ويؤثّر فيه في الاستجابة للعلاج والشفاء بإذن الله -تعالى-.
ولكن يجدر التّنبيه إلى أنّ تخصيص أوقاتٍ محدَّدةٍ لقراءة سورٍ معيَّنةٍ بأعدادٍ معيَّنةٍ لا دليل عليه، فبعض الناس يُخصّص مثلاً يومي الاثنين والخميس لقراءة سور معيَّنةٍ وبطريقة مخصّصة وفي ساعةٍ فلانيّة محدّدة، وهذه الأمور تحتاج لدليلٍ شرعيٍّ، وإلا كانت بِدعة، وهي غير ثابتة، لِذا لا يُشرع فعل ذلك.
ما هي مدة الرقية الشرعية؟
ليس للرقية الشرعية مدَّةً محدَّدةً، بل يُشرع للمسلم أن يُحصّن نفسه باستمرار، خاصَّة بما صحّ فيه الفضل والعمل في السنة النبوية، فأذكار الصباح والمساء من التّحصينات المطلوبة باستمرار في كلّ صباح ومساء في حياة المسلم، أمّا بقيّة آيات وأدعية الرقية المطوّلة فيستمرّ فيها المسلم بحسب حالته وحاجته ومدى استجابته للعلاج.
إقرأ أيضا:دلالة البكاء أثناء الرقية الشرعيةوقد يحتاج أن يرقي نفسه بها لمدّة أسبوعٍ أو شهر، وربما أقلّ من ذلك أو أكثر حتى يشفيه الله -سبحانه-، وإذا لاحظ المريض أنّه يتأثّر عند قراءة آياتٍ معيَّنةٍ فيُشرع له أن يكرّرها في كلّ مرةٍ حسب حاجته.
ويُمكن للمريض أن يقتصر على الآيات والتعوّذات النبوية الثابتة، ويمكنه كذلك أن يختار الرقية المطوّلة التي جمعها أهل العلم والمختصّين، أو يختار منها ما يَستشفّ منه وجه النّفع لحاله، والأوْلى والأكمل أن يجمع بينهما، ويُمكنه كذلك أن يقرأ الرقية المطوّلة على مراحل.
إذاً يُشرع للمرء أن يستمر على التحصينات الثابتة في الصباح والمساء، ويرقي نفسه بآيات وأدعية الرقية الأخرى ويستمر عليها حتى يشفيه الله -تعالى-، وكذا المريض يستمرّ بأخذ الدواء حتى يتماثل للشفاء، وكذا عند الرقية، فلم يؤقّت الشرع وقتاً محدَّداً لمفعول الرقية.
ما هو أفضل مكان للرقية الشرعية؟
يَحسُنُ أن يكون الراقي والمرقي أثناء الرقية الشرعية على طهارة، والأفضل أن تكون في مكانٍ مناسبٍ وطاهرٍ؛ كالمسجد، أو مكانٍ مناسبٍ بعيد عن الصور أو الأمور التي تمنع من دخول الملائكة، أو تجلب الشياطين، إذْ كلّما كان اختيار المكان مناسباً كان ذلك أدعى للتأثّر بالرقية الشرعية.
إقرأ أيضا:ما هي رقية النملة؟